ازدادت وتيرة الكوارث الطبيعية التي تعصف بالكرة الأرضية خلال العقدين السابقين بصورة خطيرة، وهي نتاج طبيعي لتغير الظروف المناخية لازدياد معدلات التلوث الناتجة عن سوء استغلال بني البشر لموارد الأرض، الأمر الذي جعل الكويت كحال جميع دول العالم تتعرض لتقلبات مناخية غير مسبوقة منها كارثة هطول الأمطار بكميات غير متوقعة سلطت الضوء على عجز البنية التحتية على استيعاب الأمطار وفي هذا الفلك تدور ردود بعض المسؤولين بوزارة الأشغال ولم يتطرقوا إلى ضعف الصيانة الدورية المخصصة لها ملايين الدنانير سنويا من خلال العقود المبرمة، أو عدم متابعتها بل حتى إمكانية وجود خلل في تصميم مجاري الأمطار والصرف الصحي من الأساس بحسن أو بسوء نية، ناهيك عن تصاميم الأنفاق والجسور وما كان نفق المنقف أو الغزالي إلا شواهد على ما أقول وسيأتي بعد الأمطار مشكلة تطاير الحصى.
الأمر الآخر الذي زاد من حجم الكارثة هو تراكم الأتربة التي سدت معظم مصارف الأمطار في الشوارع الداخلية أو الخارجية نظرا لأن طقس الكويت هو طقس مائل إلى كثرة العواصف الرملية ولكون الكويت منطقة صحراوية وكان هذا رد بعض من استطعت أن استشف من حديثهم ممن يعملون في بلدية الكويت ولم يتطرقوا أيضا إلى بدائية أعمال الصيانة للشوارع والتي تتم عن طريق عقود النظافة المسؤولة عنها بلدية الكويت، بل لم يحدثني أحد عن حجم التجاوزات القائمة في أغلب تراخيص البناء للسكن الخاص أو خلافه عن طريق الواسطة التي تضرب بعرض الحائط ضرورة الالتزام بمناسيب شارع الخدمة المقام عليه البناء.
ولم يذكر أحد حجم التعديات على أملاك الدولة من إقامة منشآت على أراض بدون ترخيص أدت بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى عرقلة وصول الأمطار والمياه المتراكمة إلى أماكن تصريفها.
ولكن كانت الكلمة الأخيرة لسمو رئيس مجلس الوزراء الذي لم يقتنع بكل المبررات التي ساقها من ساق لتبرير ما حدث فنزل الى الشارع بنفسه ليرى حجم ونتيجة تقاعس بعض من تصدى للمسؤولية الملقاة على عاتقه حتى أصدر أوامره بمحاسبتهم في نفس الوقت، فمنهم من أعفي، ومنهم من أوقف عن العمل وتحويله للتحقيق، وصدقوني ان الحبل على الجرار لأن أرواح الناس وممتلكاتها ليست لعبة بيد من أخفق أو من تقاعس أو من سطر المبررات وأخفى بعضها ظنا منه ان سمو الشيخ جابر المبارك سيجلس في مكتبه ويستمع إلى تقرير من هنا وهناك ويقتنع بما قيل له، بل كما عودنا سموه في كثير من الحوادث أنه لابد أن يكون في قلب الحدث ويرى بأم عينه حجم المشكلة حتى يكون الجزاء من جنس العمل.
إن ما قام به سمو رئيس مجلس الوزراء من جولات تفقدية بمعية الوزراء وما صرح به أكثر من مرة إنما يبعث رسالة إلى كل مسؤول مفادها كفى فسادا وعبثا بأرواح وممتلكات المواطنين والمقيمين على هذه الأرض، ولن يكون السكوت والطمطمة عن المقصر منهم خيارا متاحا أبدا وإن زمن التلاعب والفوضى ولّى إلى غير رجعة.
أتمنى ويتمنى معي كل عاشق للكويت أن يسدد الله خطاك يا بو صباح وأنت على رأس السلطة التنفيذية تعمل بصمت وبحزم وتعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقك واضعا نصب عينيك الخير لوطنك وأهلك.
أدام الله كويتنا بعطاء رجال مثل سموكم الكريم، ولا أدام من يبحث في أوراقه عن تبرير لسوء صنيعه.