الإنسان هو الكائن الحي الوحيد من بين مخلوقات الله سبحانه الذي يمتاز بوجود علاقة اجتماعية محدده تربطه مع الآخرين وأقصد بها علاقة الصداقة .
وقد تكون للصداقة تعريفات كثيره مختلفة باختلاف الزمان والمكان والزاوية التي ننظر بها إليها بل ان للصداقة تعريفات محددة من منظور نفسي وفلسفي وديني واجتماعي، ولن اسهب بهذا الأمر ولعلي أجد تعريفا مختلفا للصداقة ترسخ في ذاكرتي مما علمني اياه أخي ومعلمي وأستاذي سعد المعطش، رحمه الله، حين قال لي ذات يوم «يا بندر احرص على اللي اليا عاتبته وانت على حق يسهر ليله كله يلوم نفسه واليا راضاك وتسامح منك تقعد ليلك بطوله ما ودك تفارقه».
الصداقة هي علاقة استمراريه ووجدانية تتجرد من المنفعة مبنية على قيم صالحة كالصدق والأمانة ونكران الذات وغيرها من القيم الحميدة هي صداقه لا تنتهي بانتهاء مسبباتها بل أحيانا تستمر حتى وان انفرط عقدها لوفاة الصديق او لانشغاله بأمور الدنيا، وقانا الله وإياكم شرورها.
بدأت بهذه المقدمة البسيطة مقالتي حتى ابين فخري واعتزازي واحترامي بأساتذتي وإخواني الكبار من أصدقاء سعد المعطش، رحمه الله، وهم رواد ومؤسسو ديوان الوحدة الوطنية التي جمعهم حب الكويت وتعزيز قيم الوحدة الوطنية.
ولقد ادمع عيني استاذي واخي الكبير ماضي الخميس قبل يومين بإطلاقه مبادرة جائزة سعد المعطش للوحدة الوطنية حيث يتم تكريم المغفور له باذن الله تعالى سنويا على الجهود التي بذلها لتأسيس ديوان الوحدة الوطنية من خلال جائزة لأفضل مقال يتناول تعزيز قيم المواطنة ووحدة الصف وسوف يتم نشر جميع المعلومات عنها تباعا.
شكرا لأستاذي ماضي الخميس على حسن وفائه والذي يدل على طيب معدنه ومنبعه وهو امر ليس غريبا عليه ولعلي اذكر حين اصابت اخي بوصالح الجلطة الاولى والتي حاولت عن اخفيها عن بقية اخوتي حتى فوجئت بماضي الخميس يعلم عنها حال وقوعها ويهرع الى المستشفى قبلي لزيارة سعد، رحمه الله.
شكرا لكل اخواني الكبار من رواد ديوان الوحدة الوطنية ممن حرصوا على الوفاء وديمومة الصداقة والبقاء على العهد حتى بعد وفاة اخي سعد، تغمده الله بواسع رحمته.
وفي النهاية اقول لمعلمي واستاذي سعد المعطش تعلمت منك الكثير في حياتك وها أنا اتعلم منك كيف انتقيت اصدقاءك بعد وفاتك فالله درك يا بوصالح.
أدام الله من صادق بوفاء ولا أدام من جعل للصداقة بعدا سيئا بممارساته.