الإحسان هو المقياس الذي يقاس به نجاح الإنسان في هذه الدنيا. وثمراته عظيمة منها درء الحسد والتمكين في الأرض وحبّ الناس وغيرها من الحسنات والمحاسن.
ومن جود الله على بلدي أن حباه بالكثير من المحسنين من شتى المشارب بالسرّ والعلانية الذين اصبحوا أعلاما ترفرف في سماء الكويت لما قاموا به من تبرعات جمّة في شتى المجالات ولم يتركوا بابا للاحسان إلا طرقوه سواء في خارج أو داخل الكويت ولأن قائمة المحسنين في بلدي طويلة والحمد لله فلن أستطيع احتواءها إلا أنني سأذكر لكم أمرا بسيطا قام به أحد المحسنين وكان ذا فائدة عظيمة وجمّة أسأل الله أن يثوبه عليها خير الثواب.
ولعل المثال الذي طرحه قد لامسته شخصيا ولامسه كل أهالي منطقة الصليبخات والمناطق المحيطة بها، حيث صادف جلوسي على كراسي الانتظار لرؤية الطبيب المعالج وبينما أتصفح جهاز التلفون وإذا بشخصين يجلسان بجانبي ليسا من المنطقة، ينتظر أحدهما دوره بعد أن أخذ إذنا من الطبيب لرؤيته، ودار بين الشخصين حديث عن مدى فخامة مركز الصليبخات الصحي وتعدد العيادات التي يحتويها والمذكورة عند مدخل المركز الصحي من عيادة أمراض مزمنة إلى عيادة السكر إلى عيادة نفسية واجتماعية إلى الأسنان إلى المختبرات إلى العظام إلى غرفة الطوارئ المجهزة بنفس تجهيزات المستشفيات إلى تواجد 3 سيارات إسعاف إلى وجود عشرة غرف للأطباء المناوبين وغيرها من العيادات المتخصصة حتى بات مركز الصليبخات الصحي كأنه ولله الفضل والمنة مستشفى مصغر يلبي حاجيات المنطقة وبات الذهاب الى مراكز الحوادث في منطقة الصباح الصحية أمرا نادرا إلا للضرورة القصوى وقانا الله وإياكم شر الأمراض.
دار بينهما هذا الحديث وأنا أستذكر كيف كان مستوصف الصليبخات القديم والذي كان مهلهلا تخر من سقفه مياه الأمطار حين سقوطها وتوجد به ثلاثة غرف للأطباء وغرفة لعيادة الأسنان قبل أن يعلن رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم عن تبرع والده علي محمد الغانم ببناء وتجهيز هذا المركز جزاه عن كل من عولج فيه خير الجزاء.
أقول شكرا يا بومرزوق وشكرا يا بوعلي على هذا التبرع، وأحمد الله أن لم يكن ملف تطوير مركز الصليبخات الصحي بأيدي نواب منطقتي الأفاضل وإلا كان حاله كحال مضخة الصليبخات القديمة التي عجزوا عن مجرد إزالتها حتى أزيلت لضرورة تطوير شارع الجهراء على امتداد الدائري الرابع وعندما ازيلت اصبح بيت الشعر «وكل يدعي وصلا بسلمى» مدار حديث دواوين الصليبخات.
أدام الله محسني بلدي ولا أدام من يدعي وصلا بليلى حتى بالخدمات الضرورية.