٭ المشهد الأول: ديوانية كبيرة وتلفزيون مفتوح ومجموعة من الرجال جالسون ويطوف حواليهم الخادم بدلّة القهوة وما أن انتهى الخادم حتى دار حديث جانبي بين شخصين عن صعوبة المعيشة و«الراتب اللي ما يكفي» حتى شارك الجميع بالتأفف والتحلطم والشكوى، ولكن بطبيعة الحال بدأ كل رجل من الجالسين يسرد قصة حياة راتبه القصيرة من المهد إلى الموت المفاجئ وكيف ان القروض تلتهم «الاكو والماكو» وبدا الجميع (اللي أنا اسميهم الخبراء الألمان) يتكلمون عن نظريات الاقتصاد وأتوا بنظريات لو أن آدم سميث عالم الاقتصاد موجود لتيقنت انه راح يشق هدومه، واتفقوا على أن الحكومة لا تعرف تدير الاقتصاد بالبلد.
وبينما كان الجميع يسولف دخل عليهم صديق وبعد السلام بدأ القادم الجديد يتطرق إلى الفساد الإداري من خلال قصص سمعها بالغالب من احد او قرأ عنها بمنصات التواصل وبدأ مرة ثانية رواد الديوانية نفسهم يسولفون عن السوء الإداري المستشري بأوصال الدوائر الحكومية من قرارات غير مدروسة وتكدس للموظفين وبطء بإنجاز المعاملات وأنه لو أن أي واحد فيهم كان بموقع المسؤولية كان سنع الأمور وتوبكها بس اللي ما تعرفونه يا اخوان ان اغلب رواد الديوانية كانوا يبصمون ويطلعون.
٭ المشهد الثاني: وساد صمت قصير واذا بأحد الرواد يغير قناة التلفزيون إلى مباراة بالدوري الانجليزي حتى بدأ الجميع يتكلم عن سوء خطة المدرب الفلاني وان المفروض يخلي اللاعب رقم 8 «ظهير ساقط» واللاعب رقم 9 دفاعا ويغير الخطة واجمعوا على ان مقدرتهم على قيادة فريق تصل بهذا الفريق الى العالمية، يقولون هالكلام ولا واحد فيهم يعرف يشوت كرة مثل الأوادم.
وهكذا بدا رواد الديوانية كلما دخل عليهم احد وفتح موضوعا الا وشفت الجميع يتحلطم حالي إن جاءت حزة السروه وبدا الجميع بالتسحب الى بيوتهم على أمل اللقاء غدا للعودة إلى نفس المواضيع ونفس الحلول حتى أيقنت بكل ثقة أن كلام أخي الكبير أسامة الخشرم عندما وصف مثل هؤلاء الذين تجدهم في اغلب الديوانيات بشعب المراكي اللي يعتقد انه هو المركز والعالم كله لازم يدور حوالينه هو الفاهم من غير تطبيق والعارف من غير دراية وهو ما يدري وين الله قاطه.
صدقت يا ابومشاري يوم قلت لو الله يفكنا من شعب المراكي اللي خرج من اطار الديوانية وقام يتسيد وسائل التواصل الاجتماعي حتى اصبح المتخصص والفاهم مجرد كومبارس في سيناريو غثيث لفيلم هابط اسمه شعب المراكي.
أدام الله العارف بفنه وتخصصه ولا أدام اللي يهابد على غير سنع.