يقول آدم سميث عالم الاقتصاد الشهير «لا نراهن في توفير عشائنا على اهتمام بائع الخضار أو اللحم بنا بل باهتمامه بمصلحته».
من خلال ما قرأت أستطيع أن أوجز أن المصلحة هي جلب منفعة أو درء مفسدة، كما وجد في المعاجم اللغوية، ولا يختلف الأمر كثيرا في تعريف الخاص منها والعام لأن المصلحتين العامة والخاصة هما من لوازم الحياة ولكل حدوده وتبقى الإشكالية في تغليب إحداها على الأخرى.
نسمع في كثير من الأوقات في مجالسنا أو في أماكن عملنا أو حتى في وسائل التواصل الاجتماعي عن الزمن الجميل وكيف تغيرت الأحوال من الحسن إلى السيئ وكيف أن الزمن تغير وأصبحت الأمور باختلاف مشاربها لا تبعث إلى التفاؤل، والكثير من تعابير الاستياء التي تبدي على محيانا من قبل أن نتطرق إليها وأنا أقول إن الزمن لم يتغير فلا الشمس أشرقت من الغرب ولا الليل حل محل النهار لأن الزمن من أمر الخالق جل وعلا الذي أبدع بتكوينه، وبرأيي المتواضع كل ما في الأمر أننا غلبنا مصلحتنا الخاصة المحدودة على المصلحة العامة الشاملة والأمثلة كثيرة بدءا من ركن السيارة بطريقة خاطئة لتحقيق منفعة خاصة وإغلاق الشارع بأسره وتعطيل الآخرين والتسبب بالاختناقات المرورية والتي هي مصلحة عامة إلى التعدي على المال العام والحقوق العامة والتساهل في ذلك دون الخوف من الله أو من خلقه.
ليس للزمن دخل في أخلاقياتنا وإنما نحن من تغيرنا وأصبحنا نلهث وراء مصالحنا الخاصة بكل ما أوتينا من عزم وقوة، ولا عزاء لمصلحة الآخرين التي لا تعنينا بل إن المصلحة العامة بدأت تتبخر معانيها من قواميسنا، فلا الدين ولا العرف ولا القانون أصبح ذا معنى لدى الكثير منا ثم نتباكى على الزمن الجميل، وكان الأجدر بنا أن نتباكى على أنفسنا التي تاهت بين أنانية مصالحنا الخاصة وخوفنا من أن يأتي من هو أقوى ليمرر مصالحه فوق رؤوسنا.
يقول المولى عز وجل في محكم كتابه (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) وأي ضنك نعيشه أكثر من تزاحمنا على مصالحنا الشخصية وسعينا وراءها دون إدراكها حتى باتت قلوبنا تقبع تحت ظل الضيق والحرج والمشقة.
أدام الله من عرف حق الله في وطنه ومجتمعه ولا أدام من يلهث ليحقق منفعته الشخصية.