الترس المسنن هو جزء ميكانيكي يوجد داخل آليات نقل الحركة وهو عبارة عن قرص دائري به بروزات (أسنان) متباعدة فيما بينها بالتساوي تتعاشق مع اسنان ترس آخر مما يسمح بانتقال الحركة بطريقة سلسة وتؤدي بالنهاية الغرض المرجو منها وهو تحربك الآلة او إتمام عملها.
وتكمن فائدة هذا الاختراع البسيط في ركوب اسنان التروس المختلفة مع بعضها البعض فإن تباعدت او تقاربت الأسنان بصورة غير متساوية او كسر سن او ثلم فسوف تتم اعاقة الحركة بالكامل وكان من الصعب بل المستحيل ان تؤدي المكينة عملها على اكمل وجه.
ولعلي اجزم بأن حياتنا على اختلاف مهامها الاجتماعية والوظيفية هي مجموعة من التروس تتعاشق وتتشابك فيما بينها حتى يستمر عطاؤنا وبقاؤنا بطريقة او بأخرى.
فلو اسقطنا حركة التروس على واقع المكينة الوظيفية وسير إنجاز المعاملات الحكومية والخاصة نجد خللا واضحا ناجما إما عن ثلم في أحد أسنان ترس تابع لجهة عمل ما أو عدم تساوي المسافات بين أسنان الترس الواحد، الأمر الذي يؤثر على الترس الآخر الموصول به ويؤدي بالنهاية إلى عدم كفاءة عمل المكينة الحكومية بالمجمل ولحل هذا الأمر نجد انفسنا أمام ثلاث طرق لا غير أوجزها بالآتي:
١- إما أن نقوم بوقف المكينة وإيجاد موطن الخلل بأي ترس ومحاولة تبديله أو إصلاحه لأن بقاء الخطأ مكلف جدا على المدى البعيد.
٢- نترك الأمور على ما هي عليه ونجعل المكينة تعمل حتى لو بنصف او اقل من عطائها إلى أن تقف عن الدوران وتتعطل «ورب البيت كريم» وساعتها بنشوف لنا حل.
٣- أو نقوم بتعديل المكينة بالكامل وتبديل كل تروسها لتتواءم مع الترس المعطل لأن شيلته صعبة.
الطريقة الأولى هي المنطقية وهي الأجدر بالاعتماد لأن الحياة لا يمكن ان تستمر بوجود خطأ مزمن وأنا أعلم أن الإصلاح يتطلب إرادة ووقتا وجهدا لكن ثماره وافرة وجلية.
والطريقة الثانية وهي اعتماد نظرية «خله على طمام المرحوم» هي طريقة مريحة على الأرجح ويعتمدها من لا يعرف طريق العمل والإصلاح وتغليب المصلحة العامة والذي يعتمد على أن الوقت كفيل بالإصلاح لوحده وهي طريقة ذات نتائج مخيبة دائما.
أما الطريقة الأخيرة فهي المصيبة الكبرى بعينها. وأترك لكم أعزائي أن تستنتجوا أي طريقة نعتمدها الآن في أوضاعنا.
أدام الله من رأى موطن الخلل وسارع لإصلاحه، ولا أدام من وضع الترس اللي سنونه خربانه عشان يوقف حال البلد.