كنت أعتقد أن السنة الضوئية هي وحدة من وحدات قياس الزمن بالسابق إلا أنني اكتشفت أنها وحدة قياس مسافة لعدم وجود الزمن بالفضاء ولعل مثلي كثر يعتقدون ما اعتقدت به سابقا، وهم الذين يصفون الهوة الكبيرة بين ما يعيشونه وما يتطلعون إليه بالسنة الضوئية أو كأن يقول أحدهم «انت يبيلك عشر سنين ضوئية عشان توصل لذكائي على سبيل المزاح».
ويكون استخدام السنة الضوئية طبيعيا عند إخواننا «المتحلطمين» والمتشائمين لوصف الأوضاع السائدة في مجتمعنا مرددين «يبيلنا مليون سنة ضوئية عشان نصير مثل الدولة الفلانية أو العلانية»، وبطبيعة الحال فإن حالة الإحباط التي يعيشها إخواننا «المتحلطمون» قد تجد ما يبررها إلا أن الأمور لا يمكن تعالج بمجرد التحلطم وتوظيف مصطلحات من هنا أو هناك بل الأمر يحتاج إلى صبر وعمل، وهذا ما أحسبني رصدته حين لبى مشكورا وزير الأوقاف ووزير الدولة لشؤون البلدية فهد الشعلة دعوة «ديوان الوحدة الوطنية» والذي أسسه المرحوم بإذنه تعالى سعد المعطش، حيث احتفى الحضور بالوزير والذي فتح قلبه لجميع الأسئلة التي وجهها الحضور والتي كان يرد عليها بكل ثقة وبنفس دماثة الخلق التي عهدناه بها مؤكدا في أكثر من مرة أنه وعلى الرغم من قصر فترة توليه مهام ومسؤوليات الوزارتين إلا انه تشرف بمعرفة الكثير من الموظفين على اختلاف مسمياتهم والذين توافرت لديهم النية الصادقة والعمل لتغيير واقع قد يراه الكثير منا يحتاج إلى تغيير للأفضل.
وكما كان متوقعا فقد كان للبلدية نصيب الأسد من الأسئلة والتي أجاب عليها الوزير الشعلة بكل رحابة صدر ودراية كونه ابن هذه المؤسسة العريقة بدءا من ميكنة الملفات الفنية والتي تضم المخططات والتراخيص وربطها آليا والانتهاء من المرحلة الأولى من إصدار تراخيص البناء والموافقات آليا في غضون ساعات بعد أن كان المراجع ينتظر لأيام ومحاسبة المكاتب الهندسية على قصور الإشراف والمخالفات إلى إصدار 18 لائحة تنظيمية للحدائق العامة والخاصة وتنظيم الارتدادات والمظلات ومواقف السيارات وخلافه والتي ستصدر قريبا جدا، وأخيرا وليس آخرا الانتهاء من مشكلة سكن العزاب في إحدى قطع منطقة خيطان والتي باتت تؤرق أهالي المنطقة.
أقول شكرا للوزير فهد الشعلة على تلبيته الدعوة، وشكرا على رغبته في انتهاج أسلوب التغيير للأفضل، وشكرا على ترسيخ مفهوم لدي بأن الكويت لا تحتاج إلى سنوات ضوئية لمواكبة ركب التطور والتنمية بقدر ما تحتاج إلى رجال مثل فهد الشعلة جاءوا ليعملوا.
أدام الله من عمل لتغيير الأمور للأفضل، ولا أدام ربع الأفلاك والسنوات الضوئية المتحلطمين.