يقول الأولون إن رجلا صادفه ذيب بالبر وناداه (يا بوسرحان) تعال قرب ودي أنصحك، قال له الذيب: شعندك من نصايح؟ قال الرجل اترك عنك كل يوم خاطفلك خروف، وأتلفت حلال الناس، ترى عقوبتها كبيرة ويمكن أهل الحلال يذبحونك ولو فرضنا انهم ما صادوك وين تروح من ربك؟!
قال الذيب: يا آدمي انجز علينا تراني شفت لي قطيع غنم لا يفوتني.
أقول هالسالفة لأني ومثلي كثير من الأشخاص اللي يعتقدون انه من الخطأ انك تعظ إنسانا بشي يخالف طبيعته وتربيته ومحيطه اللي عاش فيه، من المستحيل أن تنصح واحدا يصير كريما وهو ما تربى على هالخصلة لأنه الكرم مثل (زرقة الرمح) ما لها موعد محدد وتيجي خطف ومثلها الشجاعة والصدق وطبعا الصدق هذا بروحه يبيله مجلدات نكتب عنه لأنه سبحانه وتعالي جعل الصدق أساس الدين والكذب هو أساس الفجور والمعصية عسى الله يبعدكم عن طريق المعصية.
الغريب ان بعض الناس عندهم قدرة على التصنع ومحاولة لبس ثوب ماهو ثوبهم اعتقادا منهم أن الأمر ممكن يمر على الناس فتلاقي أمثالهم يتصنعون الكرم والصدق والشجاعة وغيرها من الخصال الحميدة لكن ما راح يستطيعون الاستمرار في شيء ما انزرع فيهم من يوم انهم صغار.
تذكرت سالفة حلوة عن رجل عاش أيام الخلافة العثمانية ولأنه جبان فكان وده انه يحقق أي انتصار ولو وهمي يسجله حتى لو كان ادعاء بأعمال الشر أو السرقات الاقتحامية، فضلا عن أعمال البطولة التي تمتاز بالنخوة والشهامة والرجولة.
وكان يملك مسدسين كبيرين معلقهما على خصره يتباهى فيهما فقط (للكشخة بس) لأنه اجبن من ان يستخدمهما وكثيرا ما كان يندس تحت فراشه عند سماع صياح الناس اثر عراك أو هجوم لصوص وما أن تهدأ الأحوال يخرج إلى الشارع ملوحا بمسدسيه يصارخ ويقول وينهم دلوني عليهم؟!
بعد ما تمسك الشرطة المتهاوشين يروح المخفر عشان ينحبس مع الفتوات ويقول للضابط اسمي مو موجود مع اللي صيدتوهم أخاف انتم غلطانين؟ ويقول له الضابط لا اسمك مو موجود وتتكرر هذه القصة كثيرا إلى أن يحلف الضابط لهذا الرجل الرعديد ويقول له والله لو تموت ما راح أسجنك!
وأنا أقول حق هالاشخاص اللي على شاكلة صاحبنا بطل القصة، والله لو تتقطعون (حتت) على قولة اخوانا المصريين ما راح تسجلون علينا نصرا مزيفا أو بطولة من ورق لأننا بكل بساطة باخصينكم والحين أسالكم بالله مثل هالنوعية من البشر تنفع معاها نصيحة؟
أدام الله من تربى على اجمل الخصال الحميدة، ولا أدام من يتصنع المرجلة.