اكتشفت وأنا أبحث في معاجم اللغة العربية عن أن كلمة تربية أصلها فعل (ربا - يربو) يعني نما وزاد، ولما بحثت عن معنى التربية وجدت أن لها تعريفا هو إحداث تغييرات للفرد بهدف زيادة معرفته وخبراته لمواجهة موقف، يعني أن التربية هي كل قيمة وسلوك مكتسب يزيد من محصلة خبرات الفرد سواء كان هذا الاكتساب من البيت أو المدرسة أو حتى الشارع.
هذه المعرفة ممكن تستخدم للخير أو يساء استخدامها، واللي يحدد طريقة استخدامها هي أخلاق الشخص، والأخلاق هي منظومة قيم يعتبرها الناس بشكل عام جالبة للخير والمنفعة، ومرة ثانية إن القيم الأخلاقية يمكن اكتسابها من المحيط المؤثر، يعني البيت أو المدرسة أو الشارع.
وأنا قاعد أفكر بالتربية والأخلاق طرت على بالي سالفة قديمة أيام ما كنت بالابتدائي خرّبت علي كل قناعاتي بيومها والسالفة عن هوشة بين تلاميذ بالفرصة على منو اللي له حق يوقف بطابور المقصف أول واحد بذاك الوقت المهم تهاوشوا «الجهال» وكان الأمر عاديا يعني ما هو خلاف مصالح بكثر ما هو خلاف على الدور، وطبعا الهوشة بسرعة البرق صارت مجرد ضحك وعناق حار لأن المدرس المسؤول عن الالتزام والنظام كان يخرع، وعموما حتى لو ما كان يخرع كان للمدرس هيبة كبيرة في ذاك الوقت.
عاد حجز المدرس التلاميذ اللي كانوا يتهاوشون عن بعض شوي والا بطلعة المدرس المسؤول عن المقصف اللي بداية ناقش مع المدرس انه التلميذ الفلاني هو راعي الحق وكلمة من هالشاب اللطيف وكلمة من هالشاب الظريف ما وعينا إلا المدرسين قاموا يتهاوشون وطبعا لأول مرة يتهاوش مدرسون بساحة المدرسة عيني عينك بين الطلبة اللي قاموا يصارخون ويصفرون يبون يزيدون الطين بلة، ولأن الموضوع كبر ركض أحد المدرسين معروف عنه انه دايم يقط الأخبار بإذن الناظر بيقول له عن الهوشة عشان يشوف له صرفة فيهم، طبعا الناظر وصل احنا تطشرنا والكل راح لصفه وانتهت المشكلة بالنسبة لنا، ولكن بعد هذا العمر الطويل تذكرت القصة وقمت اسأل نفسي ان كانت التربية هي سلوكيات مكتسبة معناته ممكن اعرف من وين اكتسبوا هالمدرسين سلوكياتهم؟ طيب ان كانت الأخلاق هي تهذيب للتربية وسلوكياتها كان ودي اعرف شنو كانت أخلاقيات هالمدرسين اللي ما اعملوا حساب لا للمدرسة ولا للتلاميذ ولا حتى للناظر.
بس السؤال الأهم من هذا كله كان ودي اعرف بعد هالسنين كلها شنو قال لهم الناظر وشنو كانت قراراته لأنه ذاكرتي قامت تخوني وما قمت أتذكر ان استمروا هالمدرسين بالتدريس أو فصلهم الناظر.
أدام الله من هذب تربيته بأخلاق كريمة، ولا أدام من تساوى عنده الغلط والصح.