باسل الجاسر
الاستجواب الذي قدمه النائب د.سعد الشريع لوزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي السيدة نورية الصبيح كان ردة فعل طبيعية على الأحداث الاجرامية التي جرت في حق بعض التلاميذ الابرياء ما يتطلب ان تقف الوزيرة على منصة الاستجواب بعد دراسة مستفيضة لتعرض في بيت الامة هذه القضية التي روّعت الناس ، لتجيب عن اسئلة بالغة الاهمية لدى المجتمع بشكل مفصل وخصوصا الاسر التي لديها اطفال في سن مقارب لسن الاطفال المجني عليهم بالمدارس الحكومية، ولعل ابرزها: كيف تمكن هؤلاء المجرمون من القيام بأفعالهم الاجرامية بهذه الاريحية؟ ولماذا قام مدير المدرسة بالدفاع عنهم؟ واين كانت الادارة والمعلمون؟ وهل كان بعضهم يعلم شيئا ويتستر عليهم؟ وما حجم المشكلة وهل هي حالة فردية ام ظاهرة (لا قدر الله) في هذه المدرسة ام هي منتشرة في بعض المدارس؟ وما التدابير التي اتخذتها الوزارة للحيلولة دون وقوعها بالمستقبل؟ ولتعلن السيدة الوزيرة اعتذارا واضحا وصريحا لسوء التقدير في معالجتها للحادثة وما تبعها من احداث ابتداء من نفي الحادثة، تلك المعالجة التي لا يختلف اثنان على انها كانت كبوة كبرى ما كان لسيدة فاضلة بحجم وخبرة ومكانة الصبيح ان تكبوها ولكن قالت العرب «لكل جواد كبوة» ومن كان منا بلا كبوة فليرمني بحجر!
من هنا وتأسيسا عليه فقد استغربت ان تحشر بمادة الاستجواب مواضيع اخرى من غير المعقول مساءلتها عنها وهي لم يمض عليها بضعة أشهر، هذا الاقحام جعل الامر يظهر على ان السيد النائب كان يعد العدة لهذا الاستجواب منذ زمن وكأن هناك ثأرا شخصيا ويريد ان يقضي على الوزيرة من خلاله وهذا ما أربأ بالنائب الفاضل عنه، لذلك فانني اناشده واناشد كل النواب المخلصين حصر المساءلة في حادثة الاطفال وان يستمعوا لها بعقل وقلب مفتوحين فان اقنعتكم باجراءاتها للحاضر وتدابيرها للمستقبل واعتذرت فهناك ضرورة وطنية للوقوف معها (ليس شخصيا بطبيعة الحال) لانني - واعتقد ان معي كثيرين - أعلق عليها آمالا كبيرة لاصلاح ما افسده الدهر في التعليم ومؤسساته ومخرجاته في هذا الوطن الذي وصل التعليم فيه او يكاد للدرك الاسفل بسبب الواسطة والمجاملة على حسابه، الذي هو بالواقع على حساب ابنائنا عدة وعتاد مستقبل هذا الوطن، فالوزيرة بالرغم من قصر مدة توليها الحقيبة قامت باجراءات مهمة لعل ابرزها وقف الواسطة والمجاملات وهذا بذاته انجاز وان كانت ضريبته هذه السكاكين التي تشحذ لها، وهي كذلك تملك شخصية قوية ستمكنها من تحقيق رؤيتها لاصلاح التعليم، لذلك اقول ان خرجت الوزيرة قبل ان تأخذ فرصة زمنية كاملة لا تقل عن سنتين فالتعليم سيكون اكبر الخاسرين ويأتي بعده ابناؤنا واخيرا مستقبل هذا الوطن العزيز ونكون اهدرنا فرصة ذهبية للانقاذ.