باسل الجاسر
نعم 32 عاما تستكملها جريدة «الأنباء» الغراء واهلها الكرام في خدمة الكويت واهلها، ليس خدمة الواجب المحتم على كل مواطن نحو وطنه ومواطنيه، بل خدمة المحب الوفي المخلص المتفاني، وقد تجلى هذا بأبهى صوره اثناء العسر عندما احتلت قوى الظلام الكويت سنة 1990 واستولت قوى البربرية على الكويت وكل ما فيها، الا انها شددت قبضتها على الصحف والمطابع رغبة منها في اسكات صوت الكويتيين الشعبي وكادت ان تنجح، لولا ظهور ذلك الصوت الجهوري الذي انطلق صارخا بشموخ من القاهرة، ناقلا بشفافية عالية صوت الكويتيين المتوحدين في استنكار ورفض الاحتلال، ذلك الصوت الذي اخذ ينقل اخبار الكويتيين الصامدين بالداخل وما يواجهون من بطش وقتل وعدوان على يد زبانية الطاغية وجلاوزته، وكانت دليل الكويتيين بالشتات للم شمل الاسر الكويتية، ناهيك عن رعاية وكرم صاحبها العم الكريم خالد المرزوق عافاه المعافي وأطال في عمره وابقاه سندا للكويتيين، فمامرت مناسبة او موسم الا وكان يقدم فيه للكويتيين في مصر ما يحتاجون من البطانيات بالشتاء الى التمر والهريس والجريش في رمضان الى المساعدة المالية للمحتاجين، فكانت «الأنباء» في تلك الحقبة الزمنية المريرة واهلها الكرام بالفعل المشعل الذي بعث الامل في نفوس الشعب الكويتي (وخصوصا المقيمين في مصر) بأن التحرير والنصر آت من عند العزيز القدير ولا ريب.
كان هذا في العسر اما في اليسر فقد كانت «الأنباء» ومنذ انطلاقتها ولاتزال وستبقى بقوة الرحمن مشعل اشعاع وتنوير ومشعل حرية الرأى وحرية التعبير، وكانت منذ انطلاقتها اضافة جوهرية ومحورية في بناء صرح الصحافة الكويتية زادته تألقا وبريقا وتميزا.
وفي هذه المناسبة العزيزة على كل من خدمتهم «الأنباء» لم استطع الا ان اذكر بعض المناقب التي شاهدتها بأم عيني خصوصا تلك التي كانت ايام عسر الكويت العزيزة واهلها الطيبين، وفي هذا المقام اود ان اقدم ارق واعذب تهنئة لجريدة «الأنباء» العزيزة ولاصحابها الكرام ولكل العاملين فيها الذين يظهر جهدهم الوافر الواضح للارتقاء بالجريدة، شكلا وموضوعا للوصول بها لعنان سماء التميز والفخار، كما يسعدني ان اقدم التهنئة لقرائها الاعزاء، وكل عام وجريدة «الأنباء» الغراء بألف خير والى الامام دائما.
ملاحظة:
هذا المقال يأتي مكان امنيات وطنية الذي وصفت موعد نشره بأنه يأتي في بداية اول اسبوع من العام الجديد فأخذ مكانه هذا المقال بسبب المناسبة، لذلك ارجو من قارئي المعذرة.