يسير العمل الخيري الكويتي بخطى واثقة، يستمد حيويته من إرث عريق، نابع من أعماق التاريخ، شاهدا على أصالة هذا الشعب ونبله، يعطي الدرس تلو الآخر للإنسانية في أسمى معانيها، وحق للتاريخ أن يذكر بفخر، كيف أدى أبناء هذا الوطن العزيز نصيبهم كاملا، تجاه أمتهم وفاء وعرفانا، وتجاه الإنسانية رحمة وإحسانا، لتظل مآثرهم أنشودة حب، ترددها الأجيال.
وما أخال هذه النهضة الخيرية الرائدة، التي قامت بها الكويت عبر مؤسساتها الخيرية بحاجة لبيان، فنظرة متأنية حول العالم لكم المشاريع الخيرية، والجهود الإغاثية التي تطوف الأرض تتلمس المجتمعات الفقيرة، غربا وشرقا فتهب البائس الفقير ما يعيد إليه الأمل، بعدما عبست له الحياة وبسرت، تتأوه روحه تحت معول الحسرة والألم من شدة الفقر.
ولعل ما تقدمه المؤسسات والجمعيات الخيرية الكويتية من خدمات إنسانية جليلة، يحسن أثرها ويعم نفعها، ما هيأ لها مكان الصدارة، وأضفى على مشاريعها كل أثرة واحترام، حين جعلت بذل الخير فوق ما يتنافس عليه الناس، ولسان حالها يردد: «نحن نطلب الخير لأنه علامة الحياة، نطلبه لأننا جبلنا عليه» لقد سارت سفينة العمل الخيري الكويتي بفضل حكمة قياداتها المتعاقبة وبجهود المحسنين بعون الله قد كان مجريها ومرساها، لم تزدها الأيام والتجارب، إلا قوة ورسوخا تجوب الأرض، تقيم في كل مكان للعطاء بنيانا، يحفظ على الناس قوام حياتهم.
وما من شك فقد كانت مشاريع الكويت عاملا أمينا، يحمل للإنسانية بردا وسلاما، فاتحا لها أبواب الخير في كل فج عميق، لتؤكد عن قناعة أن هذه الأمة، التي كانت ومازالت خير أمة أخرجت للناس لقد أفرزت تلك المشاريع سواء الداخلية أو الخارجية، ثقل الدور الذي تقوم به النوافذ الرسمية للدولة وبالأخص وزارتي الشؤون والخارجية، ولعل في حالة التوأمة والتي جاءت في شراكات سيرتها ما يدعو للاعتزاز، ويبعث على الفخر، لتدار هذه المشاريع وفق منظومة رسمية ورقابية جادة، يصعب تخطيها، أو التحايل عليها، كي يطمئن قلب المتبرع بأن تبرعه يصل لمستحقيه، إمعانا في الشفافية، وإعلاء لمفاهيم «الحوكمة» التي سادت أغلب قطاعات الدولة، مواكبة وأحدث آليات العمل المؤسسي العالمية.
حيث استطاعت تلك المبادرات أن تكون الترجمة الحرفية لتطلعات قيادتنا الحكيمة، التي ارتأت أهمية أن يعم الإحسان بني الإنسان، وأن تجعل من الكويت مركزا عالميا للعمل الإنساني لا يعتد بالعرق ولا اللون أو الدين، لتظل فرقنا الإغاثية، وكوادرنا الخيرية ساهرة، تقتحم الأخطار في كل فج، وتصارع الأهوال في كل لج، شاغلهم مساعدة المنكوبين، وتوفير حياة كريمة لملايين المهمشين ممن انقطعت بهم السبل، لتظل مشاريعها الخيرية منحة الله تعالى للشعوب والمجتمعات الفقيرة.