قبل الربيع العربي كان هناك محوران في المنطقة العربية: محور الاعتدال وكان بقيادة مصر ابان حكم الرئيس السابق حسني مبارك، والمحور الآخر وهو محور الممانعة وهو مشكل من إيران وسورية وميليشيا حزب الله الذراع الإيرانية في لبنان، ولقد تشكل هذان المحوران بسبب العدو الصهيوني المسمى إسرائيل.
محور الاعتدال بقيادة مصر كان يدعو لحل القضية الفلسطينية بالطرق السلمية والالتزام بقرارات منظمة الأمم المتحدة بهذا الخصوص.
أما محور الممانعة الذي كان يدعو لمقاطعة إسرائيل وعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني ،فكانت اللغة السائدة لديه هي تخوين جميع من يخالفهم في الرأي وأنهم عملاء لأميركا وإسرائيل.
لكن بعد الربيع العربي انكشفت كل الأقنعة التي كان يتستر بها محور الممانعة وانه المدافع الأول عن الأمة العربية والإسلامية في وجه إسرائيل، وما التنسيق العسكري والسياسي بين إسرائيل وروسيا في الحرب الدائرة في سورية وبعلم ورضا نظام بشار الأسد وخلفه إيران وحزب الله والمقصود منه إبقاء نظام الأسد في الحكم، إلا لحماية إسرائيل، لقد سخرت إسرائيل كل لوبياتها ووسائل الاعلام المؤيدة لها في كل مكان بالعالم لخدمة نظام الأسد وتسويق بقائه في السلطة لحفظ أمن إسرائيل، كما ان لقاء رئيس وزراء إسرائيل الأخير مع الرئيس الأميركي كان الموضوع الرئيسي من اللقاء هو إقناع الأميركان ببقاء الأسد في السلطة وعدم المشاركة في دعم فصائل المعارضة السورية.
لقد تعرض الرئيس المصري السابق حسني مبارك لحرب شرسة من الآلة الإعلامية لمحور الممانعة وكانت تصفه بالموالاة للغرب ولإسرائيل لكن ما إن قامت الثورات في الوطن العربي، اتخذ الغرب والإسرائيليون موقفا ضد حسني مبارك وكانوا من أكبر الداعمين لإزاحته من الحكم، ولم يكن السبب دعما للديموقراطية في مصر بل كان السبب رفض حسني مبارك لإقامة أي قاعدة عسكرية للأميركان في مصر.
[email protected]
dmalhajri@