سورية اليوم لا تملك من معالمها سوى اسمها فقط، فعلى الأرض يوجد مقاتلون من كل دول العالم وفي الجو تحوم طائرات من كل دول العالم، والقرار لم يعد بيد السوريين بل أصبح بيد القوى الدولية المتصارعة داخل الأرض السورية.
سورية لن تعود كما كانت بكل الأحوال، فلا النظام السابق استطاع فرض سيطرته مجددا بكل ما حصل عليه من دعم إيراني وروسي وبوجود أكثر من أربعين ألف مقاتل طائفي أتوا من العراق ولبنان وأفغانستان وإيران، ولا المعارضة المشتتة استطاعت توحيد الصفوف لإحراز تقدم يجبر النظام على ترك السلطة.
لن تنجح كل المؤتمرات لحل الأزمة السورية من جنيف واحد إلى جنيف اثنين وحتى جنيف عشرة ما لم تتفق المعارضة السورية بكل مكوناتها على شخصية تكون مقبولة من الداعمين للمعارضة والمعارضين لاستمرار الأسد في السلطة.
سؤال يطرحه الروس في كل اجتماعاتهم مع ممثلي الدول الرافضة لاستمرار الأسد وهو من البديل للأسد، وسؤال الروس هذا يجد قبولا لدي الأميركان وبعض الدول الأوربية وبعض الدول العربية، الذين لا يريدون المغامرة بدعم نظام يكون أسوأ من النظام الحالي، حتى الإيرانيون يريدون مخرجا لهم من هذه الأزمة التي تكلفهم أكثر من 500 مليون دولار شهريا.
حل الأزمة السورية يكون في وجود قائد يلتف حوله السوريون بكل أطيافهم ويكون مقبولا من المجتمع الدولي، وحتى تستطيع الدول العربية والمؤيدين لهم من الغرب بفرض هذه الشخصية المقبولة دوليا على الروس لإيجاد مخرج لهذه الأزمة التي تعتبر وصمة عار في جبين المجتمع الدولي الحديث والتي نيرانها بدأت تنتشر في كل أنحاء العالم.
[email protected]
@dmalhajri