منذ قيام الثورة الشعبية السورية على نظام الأسد قبل أكثر من أربع سنوات، رمت إيران بكل ثقلها خلف نظام الأسد لكي يستمر في السلطة ولا تنجح الثورة الشعبية ضده، وخلال هذه السنوات من الدعم المطلق لبشار تكبد النظام الإيراني خسائر مالية وبشرية لا تحصى، ولقد قدر بعض المراقبين بأن النظام الإيراني يدفع أكثر من مائة مليون دولار شهريا لدعم بقاء النظام في سورية، هذا من غير الخسائر البشرية الكبيرة من قادة كبار وجنود في الحرس الثوري الإيراني، كما أن خسائر مطايا إيران البشرية من العرب ومن المرتزقة الذين أتوا من كل مكان للمشاركة في قمع الشعب السوري لا تحصى.
بعد كل هذه الخسائر أتى القيصر الروسي وبكل أريحية وقطف ثمار الأزمة السورية من الإيرانيين الذين لم يرضهم التدخل الروسي، لكن اجبروا على القبول لأن الموازين لم تعد لصالحهم، وأصبح الإيرانيون خارج أي مفاوضات وتسويات قادمة على الأرض السورية، مما حدا ببعض الساسة الإيرانيين للتصريح علانية برفضهم التدخل الروسي والتحكم الكامل بمفاتيح اللعب.
لقد أصبحت القضية السورية بكاملها بيد الروس وأصبح الإيرانيون خارج مشهد التفاوض لكن مازالوا يدفعون الفواتير المالية والبشرية ليجني الروس الثمار.
[email protected]
dmalhajri@