دعتني قبل فترة أختي وصديقتي الاستشارية والمدربة النفسية المتميزة أ.عائشة اللوغاني لحضور دورة أقامتها بطلب من مركز تنمية المجتمع في منطقة الزهراء، وقد كان الحضور النسائي جيدا في تلك الدورة بخلاف الدورات الأخرى التي عادة ما يقيمها المركز، كما حدثتني بذلك الأخت المشرفة، والتي قالت لي انه برغم الجهود الكبيرة التي يبذلونها لاستقطاب السيدات للمشاركة في الدورات التي يقيمونها، عبر استضافة العديد من المدربين من ذوي الخبرة والكفاءة العالية، إلا أن الحضور النسائي قليل، فضلا عن ان تلك الدورات مجانية، أو برسوم رمزية جدا.
وقد دفعني حديثها ذلك للتساؤل فيما بعد حول أسباب ابتعاد الناس في الوقت الحالي عن حضور الدورات التدريبية وخاصة فئة النساء بعد أن كان هناك تعطش في الماضي من قبلهن للمشاركة والتفاعل مع هذا النوع من الأنشطة!
وقد خرجت بمجموعة من الملاحظات في هذا الصدد، بعد حضوري العديد من الدورات والمحاضرات، واحتكاكي بمجال التدريب إلى حد ما من خلال بعض الصديقات المنخرطات في هذا المجال.
حيث لاحظت أن من أسباب العزوف أو قلة الحضور: اعتقاد الكثير من الناس أن التدريب وتطوير الذات نوع من الترف ومضيعة للمال والوقت والجهد، وفي المقابل وجدت تسابقا لتبديد الأوقات في المقاهي والمجمعات التجارية، واهتماما زائدا بالجوانب المادية والشكلية على حساب العقلية، فأصبح الحرص على تغذية البطون، وكساء الأجساد أهم من تنمية العقول وتطوير الذات.
بالإضافة لدخول «الانترنت» وتسريعها لوتيرة الحياة، مما أدي إلى قلة الصبر والاحتمال، وضعف الرغبة في بذل مجهود إضافي للحصول على المعلومة، التي صارت في متناول اليد بمجرد ضغطة زر.
فضلا عن اكتفاء البعض بالبرامج الإذاعية والتلفزيونية للحصول على المعلومة، متناسين أن تلك الوسائل لا تؤسس لثقافة، ولا تغني عن حضور الدورات، التي نجد فيها الاحتكاك، وتبادل الخبرات، والاستماع لتجارب الآخرين، والحصول على أحدث المعلومات، وخلاصة ما توصل إليه الخبراء وأهل الاختصاص.
وأخيرا كثرة عدد الدورات التجارية في سوق التدريب، واختلاط الحابل بالنابل، لدرجة لم يعد معها الناس قادرين على تمييز الصالح من الطالح من المدربين والمدربات، في ظل طوفان الدورات التدريبية التي أغرقتنا.
وقد استاء كثير من المشتغلين والمهتمين بالتنمية البشرية، من المستوى المتدني الذي وصلت إليه العملية التدريبية، فبذلوا جهودا كبيرة للارتقاء بمستوى المدربين، فقدموا العديد من الدورات في مجال إعداد وتدريب المدربين، لرفع كفاءتهم، وتطوير أدائهم.
وتعتبر أ.بثينة الابراهيم ـ مدير عام شركة الإبداع الأسرية احدى الشخصيات التي شغلها هذا الجانب، وأزعجها ضعف مستوى المرأة في عملية التدريب، وعدم وجود مدربات بارزات يتمتعن بالخبرة الكافية، والمهارة اللازمة للقيام بدور كبير وهام في قطاع التدريب، فضلا عن التميز كذلك في مهارات القيادة والتأثير، وهي الجوانب التي تفتقدها العديد من القيادات النسائية في مجتمعاتنا العربية.
لذا قامت بالإعداد والتجهيز لإقامة «مؤتمر القيادة والتدريب النسائي الأول» في بداية أكتوبر المقبل، ليكون أول مؤتمر من نوعه للسيدات في مجالي القيادة والتدريب، واستقطبت أبرز الخبراء والمدربين في القيادة والتنمية البشرية والإعلام، وذلك لتأهيل المرأة وتدريبها بصورة مكثفة، لرفع مستوى قدراتها الذاتية، وتطوير مهاراتها القيادية، لتكون قادرة على المشاركة في تطوير ورقي المجتمع.
زاوية أخيرة: لمزيد من المعلومات عن المؤتمر يرجى زيارة الموقع: «www.ltc4w.com».
[email protected]