«تقدرون تغيبون الحين على كيفكم» تلك كانت كلمات إحدى الموظفات في جهة حكومية لزميلاتها وهي تطالع إحدى الصحف الزميلة بتاريخ 14/2/2016 التي أوردت خبر توجه مجلس الخدمة المدنية لوقف صرف مكافآت الأعمال الممتازة لموظفي الدولة اعتبارا من مارس 2017، لتذكر زميلتها الأخرى لاحقا «ليش نداوم ونتعب وما في تشجيع؟».
هذه عينة صغيرة جدا من ردود أفعال وآراء بعض موظفي القطاع الحكومي الذين سيحرمون قريبا في ظل سياسية التقشف من مزايا كثيرة كانوا يتمتعون بها، وهم في تذمرهم وسخطهم يرون أن تلك المزايا هي حق مكتسب لهم فكيف يحرمون منها؟
إذا تأملنا في الوضع الحالي وجدنا المشكلة ليست في منح أو حرمان الجميع.. بل إن المشكلة الحقيقية تكمن في أسلوب وطريقة تقييم الموظفين، والهدف الذي نرغب في الوصول إليه والاستراتيجية التي نسعى لتحقيقها من وراء تقييم الأداء الوظيفي.
فإذا نظرنا لأسلوب وطريقة التقييم، وجدنا خللا كبيرا في ذلك متمثلا في عدم قدرة المسؤولين على قياس الأداء بشكل صحيح وواقعي، فلا توجد مؤشرات واضحة ودقيقة يمكن الاعتماد عليها في القياس، فنماذج التقييم المستخدمة حاليا قاصرة ولا تستطيع تقديم آراء سليمة حول أداء الموظفين، لذا يجب إعادة النظر فيها وتطويرها لتعبر بشكل أكثر دقة عن مستوى إنتاجية الموظف بصورة شاملة، مع ضرورة استخدام الأنظمة الآلية بشكل كامل لتقييم الأداء، وذلك عبر نماذج إلكترونية تتم تعبئتها يوميا من قبل المسؤولين باستخدام أجهزة الكمبيوتر المتصلة بشبكة ديوان الخدمة المدنية، وذلك بعيدا عن التقييم اليدوي الذي عفى عليه الزمن، مع الحرص على أن يكون القياس غير مقتصر فقط على مدى التزام الموظف بمواعيد الحضور والانصراف، بل يرتبط أيضا بالإنجازات والمهام اليومية التي يقوم بها، والتي يمكن قياسها وفق نظام النقاط، وبذلك يكون قياس الأداء أكثر دقة وشفافية وبعيدا عن المزاجية أو المجاملات.
أما من ناحية الهدف المطلوب فنحن نرغب في رفع الكفاءة الإنتاجية للموظفين في العمل، ولن يكون ذلك ممكننا دون إيجاد وسائل فعالة تعمل على تحفيزهم، وتساعدهم على تعديل سلوكهم بصورة إيجابية، ودفعهم بالتالي إلى تحسين أدائهم الأمر الذي يحقق هدفنا المنشود.
أخيرا، هناك ارتباط وثيق بين أداء الموارد البشرية (الموظفين) واستراتيجية المنظمة، لذلك نحتاج إلى إنشاء بيئة عمل أكثر تعاونا، مع تمكين الموظفين من المشاركة والابتكار والتطوير، لنضمن قدرا أكبر من الولاء والالتزام حتى نرتقي بأداء الموظفين، ونصنع الإنجازات التي تمكننا من تحقيق الاستراتيجية التي نسعى إليها.
٭ زاوية أخيرة: الالتزام في العمل واجب شرعي، ومطلب وطني، وسلوك متحضر يرتقي بالمجتمع إلى آفاق التقدم والازدهار.
[email protected]
twitter: @dmadooh