لم يشهد التاريخ الإسلامي فاجعة مثل مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، وابن السيدة البتول فاطمة الزهراء، رضي الله عنها، في يوم العاشر من محرم سنة 61 هجرية في كربلاء، ونحن أهل السُنة نقر بأنه قتل شهيدا مظلوما ونلعن من قتله ونبرأ من الله منه ومن فعلته الشنيعة لحبنا الشديد لآل البيت الكرام، حيث نجلهم ونقدرهم.
في ذكرى استشهاد الحسين رضي الله عنه وكما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم «سيد شباب أهل الجنة» يجب أن يستذكر تاريخه ومواقفه واستشهاده بما يليق من إجلال وتقدير واستلهام للدروس والعبر والمواقف البطولية وخروجه على الظلم والاستبداد ومواجهته لحادثة تولي يزيد للحكم ومأساة قتل العشرات من أهل البيت ظلما وعدوانا في أبشع المجازر الظالمة، حيث لا يمكن الحديث عن تبرير فعل يزيد من دم الحسين وأهل بيته أو الدفاع عنه وتجميل موقفه الغادر الظالم، وهذا إن تم فهو مساندة صريحة للطغيان والاستبداد وتأييد الإجرام.
إن محبة الحسين هي امتداد لمحبة رسولنا الكريم عن أسامة بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يأخذه والحسن ويقول «اللهم إني أحبهما» رواه البخاري.
لم يكن الحسين بن علي مجرد حدث مأساوي تعرض له ظلما، بل تضحية في وجه الظلم والطغيان ودرس كبير في تحرير الإنسان من العبودية ليعيش حرا كريما.
صدق الشاعر صفوان المرسي الأندلسي حين أنشد قائلا:
علي (كربلا) لا أخلف الغيث (كربلا)
وإلا فإن الدمع أندى واكرم
مصارع ضجت يثرب لمصابها
وناح عليهن الحطيم وزمزم
ومكة والاستار والركن والصفا
وموقف حج والمقام الأعظم
وهم قطعوا رأس الحسين بـ (كربلا)
كأنهم قد أحسنوا حين أجرموا
أخيراً، تبقى ذكرى استشهاد الحسين يوما حزينا يدمي القلوب بعيدا عما نشاهده من أعمال لطم وضرب بالسيوف وما يقوم به بعض الناس في ذكرى استشهاده، فقد أكرمه الله بالشهادة وأهان من قتله أو أعان على قتله أو رضي بقتله.
[email protected]
bnder22@