العلاقات الاجتماعية مهمة جداً في حياة الإنسان، وهي الروابط التي تساعد على صقل شخصيته وتنمي اعتقاده وتحسّن مفاهيمه، وهي مهمة لصحة الإنسان العقلية والنفسية، وهي إن كانت جيدة تمنحه السعادة وإن كانت غير ذلك جلبت له التعاسة والقلق والحسافة، وكثير من العلاقات الاجتماعية تمر بظروف استثنائية فالاهتمام الزائد قد يفقد معناه عندما نفقد التوازن في هذه العلاقات، وكذلك في حالة الابتعاد قد تخسر الناس من حولك حتى لو كانوا أقاربك أو أصدقاءك أو زملاء العمل.
علماء النفس يقولون «إن لدينا شعورا بأننا لسنا وحدنا لأننا ننتمي إلى مجتمع اجتماعي ويمكن أن يكون حرمان الأشخاص من تكوين الصداقات الاجتماعية مدمراً جسدياً ونفسياً وهو أشبه بعقوبة الحبس الانفرادي».
العلاقات الاجتماعية محفوظة لا تزول، لكنها تتغير وتتنقل وتضعف وتزداد قوة كالشمس تغرب في مكان وتشرق في مكان آخر، ولكنها موجودة لا تختفي، فعلينا جميعنا ترك النفاق الاجتماعي والاهتمام بتلك العلاقات المفيدة والمميزة وأن نحاول بكل الطرق المحافظة عليها وتقويتها.
صدق الشاعر الجاهلي عدي بن زيد عندما قال:
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم
ولا تصحب الأردى فتردى من الردي
وبالعدل فانطق إن نطقت ولا تلم
وذا الذم فاذممه وذا الحمد فاحمد
ولا تلح إلا من ألام ولا تلم
وبالبذل من شكوى صديقك فامدد
كن قوياً فالحياة لا تقبل الضعفاء، فاسعد نفسك بنفسك واستمد قوتك من الله أولا ومن ثقتك بنفسك ثانيا، وأخيرا لن تخسر شيئا بالابتعاد المفيد فأنت الرابح الأكيد، وعليك التعود بألا تتحمل شيئا تكرهه ولا تجامل وتنافق بعلاقاتك ولا تتنازل عن كرامتك وحقك فمن تهاون في حق نفسه دفع ثمناً غالياً، وعليك تجنب العلاقات التي تضرك ولا تنفعك وابتعد عن كل ما يجرح كرامتك ولا يعرف قيمتك.
[email protected]
bnder22@