«ويلٌ للشجيّ من الخلِيّ» مثل عربي قديم وجميل يضرب لمن لا يشعر بما تشعر به ولا يحس بمعاناة غيره، فالشجي هو الشخص المهموم الذي تكالبت عليه المصائب والمشاكل وضيق العيش، في حين أن الخلي هو الشخص الفارغ الخالي الذي يتعامل مع هذا الواقع باللامبالاة وعدم الاهتمام وينظر إلى الأمور من منظور مختلف عن الكثير من فرط ما يشعر به من اختلاف في المشاعر السلبية وبذخ الحياة.
في مجتمعنا وفي الحياة العامة نجد نماذج كثيرة من ظاهرة «الخلي» حيث يظهر كثير من هؤلاء في تصريحات مثيرة ومقززة لا تمثل أفكار المجتمع الكويتي الذي يتميز بالتسامح والإحساس بشعور الآخرين ويحس بمعاناتهم وظروفهم ويجب أن يدافع عن حقوقهم وإن لم يستطع فعليه بالصمت والا يصرح بعكس معاناتهم.
من أروع الصفات الطيبة والحميدة والإنسانية أن يشعر الشخص بمعاناة غيره ويحاول أن يساعده ولو بكلمة في حل مشاكله والتعاطف مع همومه وبذل ما يستطيع في تفهم مطالبه.
صدق أبوتمام حين قال:
أَيا وَيلَ الشَجِيِّ مِنَ الخَلِيِّ
وَبالي الرَبعِ مِن إِحدى بَلِيِّ
وَما لِلدارِ إِلّا كُلُّ سَمحٍ
بِأَدمُعِهِ وَأَضلُعِهِ سَخِيِّ
يَدِبُّ إِلَيَّ في شَخصٍ ضَئيلٍ
وَيَنظُرُ مِن شَفا طَرفٍ خَفِيِّ
وَيُتبِعُ نِعمَتي بِكَ عَينَ ضِغنٍ
كَما نَظَرَ اليَتيمُ إِلى الوَصِيِّ.
* أخيرا على حكومتنا الرشيدة وأعضاء مجلس الأمة الاهتمام بالمواطن الكويتي طالبا وموظفا ومتقاعدا ومتلقيا للمساعدات الاجتماعية بالنفع والبذل والعطاء والاستماع بكل رحابة صدر لمشاكلهم ومعاناتهم وتسهيل أمورهم وألا يستمعوا لمن يضرب له المثل في مقالنا هذا في تصاريح صحافية وتلفزيونية ضد مصالح الناس، متمنين الخير والسداد لكل من يشعر بمعاناة غيره ويحاول جاهدا في تحقيق مطالبه.
[email protected]
bnder22 @