مما لا شك فيه ان الموت هو مصير ونهاية كل كائن حي في الوجود، وأن الموت يأتي بغتة ولا مفر منه، وعلى الانسان الواعي الذكي ان يستعد له ويتزود من اعمال الخير في هذه الدنيا، كما عليه ان يستشعر ويترك كل ما في هذه الدنيا الفانية من اموال وعقارات واملاك ومناصب فكلها زائلة، ولن يأخذ معه منها اي شيء، فعليه ان يموت عن تلك الاشياء ويدعها ويهتم بعمله الصالح وصدقاته وزكاته وما ينفعه وسيجده امامه يوم العرض العظيم، يوم لا ينفع مال ولا بنون، فهي الباقية وغيرها زائل.
عليك استشعار الموت في الدنيا، وألا تتعلق بهذه الحياة الفانية بشيء منها ابدا لأنك لن تأخذه معك، والشيء الذي يبقى لك هو عملك واثرك وصدقاتك وسمعتك الطيبة بعد مماتك.
«مت قبل ان تموت» واعلم ان الموت من اعظم الشدائد التي تنزل بالعبد في الدنيا والأعظم من الموت هو الغفلة عنه وعدم الاستعداد له وترك العمل الصالح الذي سيكون نتيجة حياتنا وسعينا وما سنؤجر عليه.
وقد أبدع الامام الشافعي حين قال:
تزوَّد من الذي لا بدَّ منه
فإنَّ الموت ميقات العباد
وتبّ مهما جنيت وأنت حيٌّ
وكن متنبهاً قبل الرقاد
ستندم إذا رحلت بغير زادٍ
وستشقى عندما يناديك المناد
أترضى أن تكون رفيق قومٍ
لهم زادٌ وأنت بغير زاد
«مت قبل ان تموت» واترك متاع الدنيا، واعمل للحياة الباقية وهي ما بعد الموت، فاعلم علم اليقين بأنك تعيش في مرحلة «النداء الأخير»، والسؤال المهم: هل انت مستعد للمغادرة؟
[email protected]
[email protected]