يشهد مجتمعنا في الآونة الأخيرة عادات دخيلة عليه وهي عادات سيئة انتشرت انتشارا واسعا بين الكثير من العائلات والأسر، ومن أهمها التبذير غير المبرر في المناسبات الاجتماعية فنجد البذخ والإسراف في حفلات الزواج والصرف الكبير في الحفلات الأخرى وكذلك التبذير والإسراف يصل إلى مجالس العزاء، حيث يتحمل الشخص اكثر من طاقته المالية في سبيل إرضاء الناس والظهور بمظهر المتقدر لأن المجتمع يتطلب ذلك ويدعو إليه.
إن خطر الإسراف والتبذير يشمل ضرره وشره المجتمع كافة قال تعالى: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) وقد أمرنا الله سبحانه بالمحافظة على النعم الكثيرة التي ننعم بها ومحاربة الإسراف والتبذير والمحافظة على الأموال وان تكون أوجه الصرف باعتدال تام بعيد عن مظاهر الإسفاف والتقليد.
إن ديننا الإسلامي الحنيف يأمرنا بالاعتدال والوسطية في كل مناحي الحياة ومنها في الإسراف وعدم التبذير والمحافظة على الأموال في عدم البذخ حتى ننعم بكل ما رزقنا الله به من النعم المتعددة لأن هناك قانونا إلهيا يقول بالشكر تدوم النعم، وان الشكر يختلف عن الحمد، حيث إن الحمد يكون بالقول والشكر يتم بالعمل.
قال ابن كثير: «ليسوا بمبذرين في إنفاقهم فيصرفون فوق الحاجة ولا بخلاء على أهليهم فيقصرون في حقهم فلا يكفونهم، بل عدلا خيارا وخير الأمور أوسطها لا هذا ولا هذا وكان بين ذلك قواما كما قال تعالى: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) (الإسراء: 29).
هذه دعوة من القلب إلى ترك التباهي بالإسراف في المناسبات الاجتماعية والحد من التقليد المصطنع في الظهور الكاذب والتسابق في تحميل الديون لتحقيق هدف سيزول سريعا، وعلينا التمسك بالبساطة والسماحة في المناسبات لما فيه الخير الكثير والبركة من رب العالمين.
[email protected]
[email protected]