في التاريخ الإسلامي صفحات لا يمكن تغافلها ومنها صفحة الحسين رضي الله عنه في ذكرى استشهاده في العاشر من محرم سنة 61 هجرية وفيه ذكرى خلدها التاريخ لتظل شعاعا يستظل به المطالبون بالحق والرافضون للظلم والاستبداد وهو درس بأن المبادئ والقيم لا تموت بموت أصحابها بل تحيا في القلوب وتتعلم منها الأجيال جيلا بعد جيل.
لا شك أن مقتل واستشهاد الإمام الحسين ومن كان معه من أهل البيت مصيبة وفتنة عظيمة، ولكن ما يقوم به بعض الناس في هذه الذكرى الأليمة هو مخالف لنهج الإسلام وتعاليمه، وهو انجراف بعيد كل البعد عن مبادئ الحسين وآل البيت، وعن الدروس والعبر التي رسخها، ومن تلك الأعمال تطبير الرؤوس بالسيوف والخناجر ولطم الخدود وجلد الظهور وإشعال النيران والدوران حولها، وكل ذلك من البدع المستحدثة التي تبتعد عن أخلاق أهل البيت التي تتطلب منا جميعا محبتهم واتباعهم والسير على نهجهم في رفض الظلم.
حــق التـــعبير عن حب الحسين وآل بيته الاطهار مكفول للجمـــيع حتى غير المسلمين، ولكن ليس مقبولا من العلماء السكوت عن تلك الممارسات الخاطئة والدخيلة المسببة للأذى النفسي والجسدي والمسيئة للدين وللمذهب الشيعي ولأهل البيت الكرام.
أبدع محمد مهدي الجواهري حين قال:
فداء لمثواك من مضجع
تنور بالأبلج الأروع
وحزنا عليك بحبس النفوس
على نهجك النير المهيع
فيا ابن البتول وحسبي بها
ضمانا على كل ما ادعي
ويا بن التي لم يضع مثلها
كمثلك حملا ولم ترضع
وخير بني الأم من هاشم
وخير بني الأب من تبع
وخير الصحاب بخير الصدور
كانوا وقاءك والاذرع
إن حب أهل البيت واجب على كل مسلم يحب الله ورسوله وهو أهم أسباب النجاة والفلاح والصلاح، فاللهم اشهد بأنا نحب رسولك الأمين ونحب أصحابه وآل بيته الاطهار الكرام وكل من سار على نهجهم وسيرتهم الطاهرة بعيدا عن كل رياء.
[email protected]