كثير من الناس يغفل عن التجهيز ليوم الغد، يوم أن يموت ويُصلى عليه، ويُوضع في القبر، بيت الظلمة والدود، بيت أول منازل يوم القيامة، بيت الحساب والعذاب بيت الثبات والنعيم، بيت الضيق والوحشة بيت الدابة والتراب، وحده ليس يرافقه إلا عمله.
يقول حسن البصري عن الدنيا «هي دار من صح فيها سقم، ومن أمن فيها ندم، ومن افتقر فيها حزن، ومن استغنى فيها افتتن في حلالها الحساب وفي حرامها العقاب».
أين ضمائر سراق المال العام وأين عقولهم؟ ألا يعلمون أن الكفن بلا جيوب ولن يأخذوا معهم فلسا واحدا من المال الزقوم الذي استولوا عليه من مناقصات مشبوهة ومشاريع فاشلة وإيرادات حكومية مختلسة ورشاوى وعمولات و«دهان سير» لتمرير المعاملات المستعصية واستغلال المنصب الحكومي في غير ما هو مكلف به، وهؤلاء المجرمون السارقون الناهبون سيحاسبون أشد الحساب يوم القيامة وينالون الخزي والعار في الدنيا والآخرة حيث يحرم اكل المال الحرام من إجابة الدعوة فلا يرفع عنه بلاء ولا يحقق له رجاء.
إلى هؤلاء الذين اعتدوا على الأموال العامة وما زالوا ينهبون ثروات الكويت بكل وقاحة و«عين قوية» ويفاخرون في ذلك مطبقين القول الفاحش «من صادها عشى عياله»، نقول لهم توقفوا فورا وتوبوا قبل فوات الأوان، فالموت آت وظلمة القبر تنتظركم والحساب عسير ولن ينفعهم حسن تدبيركم وذكائكم عندما خططتم وسرقتم الأموال العامة، ولن ينفعكم أحد لا ولد ولا مال «تلاحقوا إعماركم» فلن يفيدكم غير التوبة الصادقة والكف عن هذا العمل الشنيع واسترجاع ما أخذتم وسرقتم ونهبتم من الأموال العامة بلا حق ولا عدل ولا ضمير.
[email protected]
@bnder22