ان نور العدل شمس مضيئة يكاد نورها يجوب الأرض عدلا وحقا، وان مفهوم العدل يعبر عن الإنصاف كما يعبر عن معاملة الناس بشكل متساو وعدم الانحياز لفئة معينة أو تعريضهم للظلم أو التعامل معهم بعنصرية وذلك من خلال سن القوانين الاجتماعية والسياسية والجنائية وتطبيقها على الجميع والتي من شأنها تحقيق الإنصاف بين أفراد المجتمع في مختلف المجالات وبصرف النظر عن أجناسهم وأعراقهم، كما يتجلى دور هذه القوانين في منح أفراد المجتمع الفرص المتساوية في الحياة بالإضافة إلى حمايتهم وتقديم الرفاهية لهم وتحقيق العدالة للجميع بلا تحيز أو تهميش. والظلم هو الجور وأخذ الشيء بدون وجه حق أو عدم إعطاء كل ذي حق حقه والاعتداء على الآخرين وعدم إنصافهم وانتهاك حقوقهم والظلم ظلمات يوم القيامة، والظلم محرم ولو كان شيئا يسيرا، قال صلى الله عليه وسلم «من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة» فقال رجل: وإن كان شيئا يسيرا؟ فقال «وان قضيبا من أراك»، والظلم ثلاثة أنواع ظلم العبد لنفسه كالشرك بالله وظلم العبد فيما بينه وبين ربه وظلم العبد لغيره من العباد.
من الأمور التي تفتك بالظالم فتكا عظيما وتدمره تدميرا شاملا وعاجلا وبلا تردد بقوة العظيم سبحانه وتعالي هي«دعوة المظلوم» حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم «واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب».
وصدق أبو العتاهية حين قال:
أما والله إن الظلم لؤم
وما زال المسيء هو الظلوم
إلى ديان يوم الدين نمضي
وعند الله تجتمع الخصوم
ستعلم في الحساب إذا التقينا
غدا عند الإله من الملوم
اجتنب الظلم، وإياك أن تظلم أحدا، وان كان فارفع الظلم في حينه وأوانه اجتنابا لغضب الجبار العظيم رب الأرض والسماوات الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرما.
سينسى الماضي وما مضى وستنسى الخطيئة وما جرى إلا الظلم فوالله ما نسي ولا فني.
[email protected]
bnder22@