إن من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله الصدقة للفقراء والمحتاجين وهي دليل على صحة إيمان العبد ويقينه بأن الرازق هو الله، لأن للصدقات تأثيرا عجيبا على القلب والروح، حيث يتخلص الإنسان من خصلة الشح وحب المال وهي تكفر الخطيئة وتزيد الحسنات وجاءت بها الشرائع السماوية وحث عليها الرسل الكرام لتزكية النفوس وتطهيرها لأن النفوس البشرية فطرت على الأنانية والجزع والمنع إلا من تزكت نفوسهم وهم المؤمنون الذين يحافظون على صلاتهم، النفس تمنع الخير ولا تحبه وقد تصده تلك النفس الأمارة بالسوء عن الصدقة ويوسوس له الشيطان الرجيم بالفقر والحاجة ويدعوه للأنانية والصد عن فعل الخير.
إن التربية الإيمانية والإسلامية تدعونا إلى بذل الصدقات والإيثار في تقديم غيرنا على انفسنا، ومن شروط الصدقة النية الصالحة والإخلاص وألا تتبع بالمن والأذى وأن تكون من مال طيب وأن تكون سرا بين العبد وربه، وصدق أبوالعتاهية حين قال:
اسعد بمالك في حياتك إنما
يبقى وراءك مصلح أو مفسد
وإذا تركت لمفسد لم يبقه
وأخو الصلاح قليله يتزيد
وإن استطعت فكن لنفسك وارثا
إن المورث نفسه لمسدد
ولنا في رسول الله أسوة حسنة في جود النبي وأخلاقه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «على كل مسلم في كل يوم صدقة قالوا: يا رسول الله ومن يطيق هذا؟ قال: إن تسليمك على الرجل صدقة وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة وعيادتك المريض صدقة وإغاثتك الملهوف صدقة وهدايتك الطريق صدقة وكل معروف صدقة».
في هذه الأيام المباركة العشر الأواخر من شهر رمضان دعوة من القلب لبذل المعروف لأن الصدقة لا تنقص المال أبدا، بل تكون سببا في زيادته وبركته حيث يرزق الله المتصدق وينصره ويسعده لأنه ادخل السرور على خلق الله المحتاجين والفقراء والمساكين.
[email protected]
twitter@bnder22