إن قتل الحسين بن علي بن أبي طالب كما رواه المؤرخون وشهود العيان من أبشع الحوادث التاريخية في التاريخ الإسلامي، حيث قتله أعداؤه أشد قتلة، لم ينظروا إلى مكانته الشريفة ولم يشفقوا على أهل بيته، حيث قتل مظلوما شهيدا ومقتله معصية لله ورسوله لمن قتله أو أعان على قتله أو رضي بذلك.
وكتب عباس محمود العقاد في كتابه «أبو الشهداء الحـسين بن علي»: إن الأوضاع الحاكمة في زمن يزيد وصلت إلى مستوى من الظلامة، حيث لم يغيرها شيء إلا دم الشهادة، معتقدا أن مثل هكذا ثورات ضد الظالم لا تتأتى إلا من إنسان نادر الوجود والذي خلق من أجل ذلك، ولا يمكن مقارنة حركته الإصلاحية بحركات أخرى تريد الإصلاح والتغيير لأن مثل هؤلاء الناس يفهمون بشكل مختلف ويطالبون بشيء مختلف أيضا.
أبدع الشافعي في رثاء الحسين حين قال:
تأوه قلبي والفؤاد كئيب
وأرق نومي فالسهاد عجيب
فمن مبلغ عني الحسين رسالة
وإن كرهتها أنفس وقلوب
ذبيح بلا جرم كأن قميصه
صبيغ بماء الأرجوان خضيب
فللسيف أغوال وللرمح رنة
وللخيل من بعد الصهيل نحيب
تزلزلت الدنيا لآل محمد
وكادت لهم صم الجبال تذوب
لئن كان ذنبي حب آل محمد
فذلك الذنب لست عنه أتوب
هم شفعائي يوم حشري وموقفي
إذا ما بدت للناظرين خطوب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحسين مني وأنا من الحسين، أحب الله من احب حسينا حسين سبط من الأسباط».
وفي العاشر من محرم نستذكر بمرارة فاجعة الأمة لكي يبقي الحسين كما كان رمزا للحق والقيم الإنسانية ورمزا لكل الطوائف الإسلامية سنة وشيعة، لأن الحسين للجميع لا يخص مذهبا ولا طائفة وهو نبراس ونور لكل الأمة والبشرية.
twitter@bnder22
[email protected]