وهل رحل؟! جثمانا وليس روحا فروحه ترفرف مع كل رفرفة لعلمنا، فهو علم من أعلام هذا البلد الذي كم وكم نادى باسمه ودافع عن اسمه ورفع كل حرف من اسمه في سماء الكويت والخليج والوطن العربي بأسره.. ادمى قلوبنا حزنا وهو الذي لطالما اسعدها بعطاءاته اللامتناهية، هو رجل الضحكة، هو رجل البسمة التي رسمها على شفاهنا أعواما وأعواما. اسم النجم الكبير عبدالحسين عبدالرضا عملاق المسرح، لمع وتلألأ في سماء الفن بالكويت والخليج العربي منذ أول مرة وقف بها على خشبة المسرح، قدم عبر تاريخه الطويل أنجح المسلسلات والمسرحيات والاوبريتات، فتاريخه لا يختزل في سطور، أثرى بها بوعدنان مكتبة التلفزيون في الكويت والخليج.. هو الذي ولد في سنة 1939 وعاش طفولته في فريج العوازم، تلقى تعليمه في الكويت حتى مرحلة الثانوية العامة في مدرستي المباركية والاحمدية، عمل في وزارة الارشاد والأنباء «وزارة الاعلام حاليا» في المطبعة في العام 1956 حتى وصل الى منصب مراقب عام قسم الطباعة عام 1959 الى ان قرر التقاعد، ليتفرغ لادارة شركته «فنون» وهو مؤسس قناة «فنون» الكوميدية.
هو عملاق الفن الخليجي الكبير الذي أسعدنا بطلته عبر الشاشة الصغيرة في موسمين رمضانيين متتاليين وأمتعنا بإفيهاته التي تبهجنا واعتبرناها كتيبا مؤرخا لمأثوراته وكلماته الراسخة في اذهاننا.
جمعنا كعوائل كويتية وخليجية وعربية أمام شاشة التلفزيون، يذكرنا بزمان مضى واستطاع ان يعيده لنا بسهولة، وبعد ان حرمنا طلته فهو كنز الساحة الفنية الذي ملأ أرشيفها اذاعيا وتلفزيونيا ومسرحيا وأثرى المكتبة الاعلامية بما قدمه من روائع.
ومن ينسى دنجوان الشاشة الذي علمنا الحب الراقي والعذري وانعش قلوبنا به، وكيف لنا ان ننسى تجسيده لشخصية الطاغية صدام حسين التي اداها وكأنه هو ونبذه من خلال ما قدم من سخرية كوميدية هادفة بتوصيل رسائل باسقاطات سياسية دسمة.
ترجل رجل الحكمة والكلمة والفطنة والذكاء الفني الخارق الذي لا يمكن ان يقلد ولا يمكن ان يشبهه احد، هو ايقونة الزمان والمكان، رحلت جسدا وتبقى علما يرفرف في سمائنا ولم ولن ننسى ما حيينا، رحمك الله يا ابانا وابا الفن والفنانين وطيب الله ثراك يا عم بوعدنان ولله الحمد ان رزقني فرصة لقائك وتواضعك لصحافية صغيرة مثلي ان تحظى بطيبك وشرف تغطية اخبارك فلم تبخل علي ولن انسى حينما غنيت لي اووي اووي دلال الاغنية الشهيرة في مسلسل حبل المودة التي اتحفتني بها حينما قمت بزيارتك. انك حب كبير لا يتجزأ ولا يتكرر.
[email protected]