يا ترى لو قلنا لليبرالي اكتب لنا أمانيك، ودونها لنا في مذكراتك، فماذا ستكون هذه الأماني؟ وكيف ستكون؟ لا شك أن لكل قوم هموما تقلق مضاجعهم، وآمالا يعيشون بها، وطموحات يحيون لأجلها.
وها هي محاولة جادة مني، لأكتب عن طموح وهموم الليبرالية في العالمين الإسلامي والعربي، بعد تسجيلي لأكثر مطالبهم، وتوثيقي لأبرز أطروحاتهم، دون أن أفتري عليهم بزيادة أو نقصان، (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)، فكل ما سأكتبه قد كتب قبلي بأيديهم في صحافتنا المحلية والعالمية دون أدنى حياء أو خجل، بأقلام ليبرالية صرفة وعبر شخصيات تغريبية حتى النخاع.
والأماني هي كالتالي: «أولا وقبل كل شيء، يجب أن تكتب هذه الأماني دون البدء بالبسملة أو الثناء على الله عز وجل أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا نكون وكأننا في خطبة جمعة، وألا تكتب أو تقرأ أيضا في مناسبة إسلامية فضيلة فتحدث المفاصلة بين المسلم وغيره، ومن أبرز الأماني التي تمنع تعكير الأمزجة ألا تقطع لقطات التقبيل والضم في الأفلام السينمائية المعروضة، وأن يسمح بلباس المايوه، وأن تختلط المقاعد الدراسية للطلاب والطالبات، وأن تمنع المرأة المنتقبة من قيادة السيارة، وتمنع أيضا من دراسة الطب، وبالمرة من الجامعة بكل فروعها وفصولها، وأن يسمح بالخمور في الفنادق والطائرات، وأن يقتصر الوعظ في المساجد، وأن تغلق حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وبالمرة يسكرون كلية الشريعة، ويا ليت أن يلغى أيضا تدريس مادة التربية الإسلامية والقرآن الكريم من المدارس من الأساس، وكذلك من الأماني الحثيثة أن يلاحق كل من يشتبه به بمزاولة العمل الخيري أو حتى الدلالة عليه».
حلم تحقق وحلم آخر بالطريق: قبل أكثر من 10 أعوام زارنا في منطقة العارضية الشيخ د.بسام الشطي ليلقي محاضرة دينية في أحد الدواوين، وكان مما ذكر وفقه الله فكرة إيجاد قناة إسلامية تنشر الفضيلة في مقابل ما تنشره بعض الفضائيات من رذيلة، ومازلت حينها أذكر كيف قلبت تلك الفكرة في رأسي قليلا لأستخلص بعدها انها فكرة لا تعدو أن تكون ضربا من الخيال، وسبحان الله تمضي الأيام والليالي ويتحقق الحلم الذي طالما انتظرناه، لتخرج قناة المجد بكامل باقتها التي تخاطب جميع الفئات العمرية والفكرية، ثم تتبعها القنوات الإسلامية الأخرى التي عجزت عن اللحاق بشيء من ركابها، بالطبع أستثني من ذلك قناتي «الدليل» و«صفا» اللتين أبدعتا أيما إبداع.
والسؤال هو: هل ستتحقق أمنية أخرى لا تقل عنها أهمية؟ وهي ضرورة استحداث قناة إخبارية متخصصة بطابع محافظ ونظرة إسلامية، لاسيما في ظل التشويه المقصود للمعلومة المنقولة عبر قنوات إخبارية عربية للأسف الشديد، والتي اتبعت بذلك النهج الكذوب القنوات الإخبارية الغربية التي جعلت من الضحية مجرما، ومن الغاصب حملا وديعا، فلذا كم أتمنى أن ترى النور تلك القناة الإخبارية الإسلامية لتحل محل تلكما القناتين الإخباريتين، فالأولى شقت الشارع العربي والإسلامي، وقسمته إلى خائن ومناضل بمقياسها الخاص، والثانية أتت لترقع الموقف فأعمته للآخر، فصارت تعرض الفراولة المحترقة في غزة مرجعة سبب احتراقها للمقاومة الفلسطينية، في الوقت نفسه الذي كان يعيش فيه سكان غزة تحت القصف الدامي، فصنعت بذلك ما لم يصنعه الغرب نفسه بكل وقاحة.
[email protected]