حل المشاكل ليس فقط بـ «الشكوى الصوتية» وتفريغ «الغيظ النفسي»، بل هو عن طريق النقاش الموضوعي الساعي إلى الحل ضمن أدوات الواقع وما هو «ممكن» وما هو «متاح» وضمن إرادة تريد «العمل» ولا تتهرب منه، وهنا «الإرادة الحقيقية» لمن يريد «الإنجاز» بعيداً عن «الاستعراض» و«وهم الدعاية» و«بحر المجاملات» واستبدال «العمل الملموس» بـ «ثقافة مانشيتات» ليس لها واقع ملموس ومحسوس على أرض التطبيق، ما يزيد الإحباط ويراكم الاحتقان ويخلق الضرر القادم لا محالة.
تنتشر ظاهرة «الحيوانات الضالة» في جميع مناطق الكويت السكنية والنائية وتترافق معها مضايقة الناس في الشوارع والممشى والساحات التابعة للمناطق السكنية وخاصة لممارسي الرياضة وما يترافق مع المظاهر غير الحضارية المتعلقـــة بـ «فضلاتها» المنتشرة هنا وهناك.
بالتأكيد أن هذا الأمر هو «مشكلة» ضارة للفرد والمجتمع، وقد تكون مصدرا لنشر الأمراض المعدية من الأمراض البكتيرية والفيروسية والطفيليات، ومن أهمها داء «الكلب» والذي يعتبر من أخطر الأمراض المعدية ولا يوجد له علاج «دوائي» وتصل نسبة الوفاة فيه إلى 99% ويتطلب تدخلاً «وقائياً سريعاً» من خلال اللقاح «الخاص» به لمنع حدوث الإصابة القاتلة، وهذا به ضغط على النظام الصحي من خلال تكلفة «اللقاح الوقائي» وزيادة الإنفاق الصحي، مع الإشارة الى انه كلما زادت أعداد الحيوانات الضالة ازدادت معها نسبة الإصابات البشرية، وعلينا الإشارة المهمة إلى زيادة نسبة إصابة «الأطفال» وزيادة الخطر عليهم، وهناك كذلك «داء المقوسات» وهو منتشر بكثرة في القطط الضالة ويصيب الإنسان وفي الغالب تكون الإصابة خفيفة بالأصحاء ولكن يشكل المرض خطرا على الحوامل وكبار السن والأطفال وقد يظل هذا المرض لسنوات عديدة في جسم الإنسان دون معرفته به وبوجوده ويكون خاملا في جسمه لسنوات، ولكن قد يعود المرض بقوة عند أي خلل في جهاز مناعة الإنسان، وطبعا هناك حاجة لدراسات إحصائية محكمة لمعرفة مقدار وحجم انتشار داء المقوسات بالحيوانات الضالة في الكويت والفئات التي تتعامل معها بصورة مباشرة نفس عمال النظافة.. الخ.
هذه «المشكلة» لها آليات للتعامل معها والحد من انتشارها، خاصة أن وجودها بهذه الطريقة ليس وجودا «بيئيا طبيعيا» بل هو بسبب «إهمال الناس» وهو مشكلة «متراكمة» من صنع «البشر».
من هذا كله ننطلق إلى الدعوة لوضع خطة تنسيق بين أجهزة الدولة وكذلك جمعيات النفع العام وباقي النشطاء المهتمين بالموضوع، خاصة أن هناك العديد من المقترحات الجيدة بهذا الأمر: ومنها الحد من تواجد الحيوانات داخل المناطق السكنية.
إذن، هناك مشكلة وهناك مقترحات للحل، والباقي هو «الحركة في خط التطبيق» لإزالة المشكلة، وفي رأس الحربة في المواجهة هم الهيئة العامة للزراعة، حيث كانوا في السابق يستخدمون بنجاح طرق القتل الرحيم للحيوانات الضالة دون تعذيبها أو إحساسهم بالألم وعلينا التفكير في إعادة تفعيل تلك المسألة، فالصحة العامة وأمن المجتمع الصحي خط أحمر.