في يوم الاثنين الموافق الرابع من أكتوبر، صدم العالم بتوقف خدمة «الواتساب» «كليا» وجميع الخدمات الأخرى التابعة لشركة الفيسبوك «الأميركية» من انستغرام وغيرها، واستمر العطل لمدة أكثر من ست ساعات متواصلة، وتسبب في خسائر كبيرة للاقتصاد «العالمي» تم تقديرها في مليار دولار أميركي.
أما الخسائر المباشرة لمالك شركة فيسبوك «مارك زوكربيرغ» تقدر في أكثر من 6.6 مليارات دولار أميركي، وهبطت كذلك أسهم الشركة 5.5% من قيمتها «السوقية» وقفزت في المقابل «نجاحات» منافس «الواتساب» «تطبيق التليغرام» فسجل سبعين مليون مشترك «جديد» خلال تلك الست ساعات؟ في يوم الاثنين «الأسود» لشركة فيسبوك.
وللمفارقة الدرامية كانت هناك في يوم الثلاثاء اللاحق للانقطاع جلسة رسمية في مجلس الشيوخ الأميركي لمناقشة «خطر» خدمات فيسبوك على الصحة النفسية لدى الشباب والمراهقين.
وبعد رجوع الخدمة اعترفت الشركة بأن سبب التعطيل والانقطاع كان «تعديلا خاطئا» في إعدادات أجهزة الإنترنت الرئيسية، والمضحك المبكي «إذا صح التعبير» ان الموظفين لم يستطيعوا الدخول إلى مرافق الشركة والمكاتب لتصليح العطل!؟ لأن الخلل طال وضرب هوياتهم الإلكترونية الخاصة في بوابات الدخول وغرف المكاتب!؟
ما يقلقنا ويثير الخوف في نفوسنا كـ «كويتيين» في الخصوص وكـ «عرب» في العموم، هو اعتماد الكثير من المرافق الحكومية وعدد من المسؤولين في مؤسسات الدولة وإداراتها المختلفة على استخدام «الواتساب» للخدمات الرسمية وإرسال الكتب والبيانات والتعاميم الحكومية.
إن علينا التفكير في عدة نقاط أساسية:
ماذا سيحدث للعمل الحكومي؟ إذا استمر عطل مثل هذا النوع لفترات طويلة؟ وأيضا هل نستطيع أن نثق في شركة «خاصة» مثل «فيسبوك» والتي لا تملك مكاتب «محلية» داخل الكويت؟ وان يكون «محفوظ لديها» و«يتم تخزين عندها» هذا العدد الكبير من المعلومات والوثائق الحكومية الرسمية والتعاميم الإدارية والتوجيهات؟ ان علينا أن «نعي» و«نعرف» أن هناك «أساليب آمنة أفضل موجودة» لتلك الأمور من استخدام «الواتساب» كتفعيل البريد الإلكتروني الرسمي التابع والمرتبط في الدولة للمراسلات «المستعجلة»، وان يتم استخدام الدورة المستندية «المعتادة» للمراسلات الروتينية.
وهنا علينا الإشارة والإشادة بما قامت به «جامعة الكويت» في تفعيل البريد الإلكتروني التابع للدولة، كطريقة «رسمية» للمراسلات والتواصل الإداري بين الأقسام والمؤسسات والطلبة وأعضاء هيئة التدريس.
هذه التجربة الإيجابية يمكن الاستفادة منها وتحريكها في خط التطبيق في مؤسسات أخرى.