هناك أطراف تحاول «ضرب» دولة قطر وإفشال تنظيم كأس العالم من خلال إثارة مواضيع ليست لها علاقة بكرة القدم كـ «رياضة» للتسلية والمرح، وهي مناسبة كروية عالمية ليس لها ارتباط بأمور أخرى مثل إثارة قضايا المنحرفين سلوكيا والشاذين أخلاقيا عن الفطرة البشرية السليمة أو التركيز على مسائل حقوق الموظفين والعاملين...الخ، وبخصوص هذه النقطة الأخيرة على من «يثيرون الغبار» على دولة قطر أن يقولوا لنا ماذا عن شركاتهم العالمية التي تستغل عمالة الأطفال وعلى مصانعهم العملاقة في الدول الفقيرة دون أي حقوق نقابية أو حماية للموظفين أو الالتزام بالسن القانونية للعمل أو بظروف المعيشة أو التأمين الصحي والضمان السكني أو فترات الراحة الإنسانية أو الحق في الإجازة، ولذلك نحن نقول لمن «يثيرون الغبار» إنهم يعيشون «تناقضا» واضحا وهم أصحاب المشاكل وهم من يمارس الظلم، فليس هم من يحاضر علينا إعلاميا بالمبادئ وهم بيوتهم من زجاج «هش» وهم ادعاءاتهم تسقط وتنهار أمام التحليل العلمي المحايد البعيد عن الأجندات والتدليس.
إن هذا «التناقض» هو دليل على شبهة هذا التركيز الإعلامي الدعائي المزيف، والذي يسقط أيضا ويتهافت عندما نرى ونشاهد اندفاع الناس من مختلف دول العالم على العمل واقتناص الوظائف داخل دولة قطر الشقيقة، حيث البيئة الخالية من الضرائب والرواتب العالية والرفاهية المعيشية المرتفعة والأمن والأمان غير الموجود في اغلب بلدان العالم.
إن من يثيرون الغبار على دولة قطر وتنظيمها لكأس العالم لماذا لا يتحدث إعلامهم عن انتشار المخدرات ووفياتها في بلادهم؟ أو غياب أنظمة صحية حكومية نفس ما هو موجود في قطر وباقي دول الخليج؟ ماذا عن مئات الألوف من البشر الذين يعيشون بلا مسكن ولا مأوى ولا ضمان اجتماعي؟ ماذا عن العنصرية؟ والتفرقة حسب لون البشرة؟ أين الكلام الإعلامي عن انتشار جرائم القتل عندهم؟ والمنظمات الإجرامية المافياوية الموجودة في بلدانهم؟.... والقائمة تطول من الأسئلة التي لا يقول عنها الإعلام الدعائي الذي يثير الغبار على دولة قطر شيئا.
لذلك نحن نقول ونشدد على أن هناك ازدواجية واضحة ذات أجندات، ونحن نقف مع إخواننا في قطر وشعبنا العربي هناك، ونتمنى لهم التوفيق مع رغبتنا في أن يكون تنظيم كأس العالم انعكاسا للقيادة الحضارية لقطر بالخصوص ولباقي دول مجلس التعاون الخليجي في شكل عام، ونحن يد عربية أصيلة معها.
أما من «يثيرون الغبار» فلن يستفيدوا ألا تلطيخ أياديهم، أما رجال العروبة والدين المتمسكون بنظام «قيمهم» الشرقية فهم سيواصلون الطريق كما أجدادهم، والغبار لا يصنع شيئا إلا الإزعاج الذي سيختفي لأنه كالزرع بلا جذور.