المتحور الهندي، وقبله المتحور البريطاني والمتحور الجنوب أفريقي والمتحور البرازيلي، كلها طفرات نتج عنها ظهور أنماط جديدة من فيروس «سارس كوفيد 2». أريد أن أركز في هذا المقال على أربع نقاط بخصوص تحورات فيروس «سارس كوفيد 2»:
النقطة الأولى، أود أن أوضح أن تطور فيروس «سارس كوفيد 2» والمسبب لمرض «كوفيد ـ 19»، يعد أمرا طبيعيا ومتوقعا، ولا يستوجب معه الخوف غير المبرر والهلع المبالغ به، بل التعامل مع الموضوع بشكل علمي ومدروس من غير إفراط ولا تفريط.
النقطة الثانية هو ان استخدام العديد من الحكومات ووسائل الإعلام وحتى خبراء الصحة في مختلف أنحاء العالم أسماء الدول التي ظهرت فيها التحورات الجديدة لفيروس «سارس كوفيد 2»، ونسبتها إليها يعد أمرا غير صحيح وفي الوقت نفسه غير علمي، حيث يمكن أن يكون ذلك سببا لسوء استغلال هذا الموضوع.
نعم، يمكن أن نقول إن هذا التحور تم رصده أول مرة في هذه الدول، ولكن يجب أن تكون التسمية بالاسم العلمي.
فعلى سبيل المثال ما يطلق عليه المتحور الهندي وهو عنوان مقالتنا، اسمه delta Variant ويتبع السلالة B.1.617. أما أول متحور تم رصده والذي ظهر في المملكة المتحدة فهو يتبع السلالة B.1.1.7 الخلاصة تسمية الطفرة يجب أن تكون بالأرقام وليس الدول.
النقطة الثالثة وهو أن الأهم من التسمية التي تطلق على الطفرات هي تتبع هذه الطفرات. تكمن أهمية تتبع الطفرات هو لكي يتم اكتشافها ورصدها ومراقبتها عن كثب وبسرعة، حيث يجب على الدول مشاركة المعلومات بمجرد تحديد أي طفرة حتى تخضع لمزيد من الدراسة. الكثير من التحورات ليست مقلقة، ولكن لا يعني ذلك عدم أخذ الحيطة والحذر، يجب معرفة أن المعلومات والبيانات سريعة التغير، مما يتطلب ضرورة متابعة البيانات أولا بأول والتصرف على ضوء ذلك.
قد فسر عودة ارتفاع الحالات المصابة فيروس «سارس كوفيد 2» في كثير من دول الشرق الأوسط ومنها الكويت بانتشار ما يعرف بالمتحور الهندي. المعلومات الأولية تقول أنه أشد عدوى وذلك يعني أنه يمكنه الانتشار بسهولة أكبر بين الناس.
النقطة الرابعة على حسب المعلومات والنتائج المتاحة إلى تاريخ كتابة هذه المقالة، تشير البيانات إلى فعالية التدابير الصحية العامة من التباعد الاجتماعي واللقاحات ضد المتغيرات الفيروسية المختلفة، مع الوضع بعين الاعتبار اختلاف بعض خصائص كل من هذه المتحورات من حيث القابلية للانتشار ونقل العدوى والخطورة والتأثير على التشخيص والعلاجات واللقاحات.
أظهر التحليل الجديد الذي نشرته هيئة الصحة العامة في المملكة المتحدة أن جرعتين من لقاحات «كوفيد ـ 19» فعالة للغاية ضد متغير دلتا B.1.617.2، حيث شمل التحليل 14019 حالة من متغير «دلتا» ـ تم إدخال 166 منهم إلى المستشفى ـ بين 12 أبريل و4 يونيو، أما النتائج فهي كالآتي:
٭ لقاح Pfizer-BioNTech فعال بنسبة 96% بعد جرعتين.
٭ لقاح Oxford-AstraZeneca فعال بنسبة 92% بعد جرعتين.
وذكر وزير الصحة السابق في المملكة المتحدة مات هانكوك معلقا على موضع اللقاحات قائلا: يستمر برنامج التطعيم الخاص بنا في المملكة المتحدة بوتيرة سريعة، حيث تم إنقاذ الآلاف من الأرواح بالفعل بسبب اللقاحات.
إنه طريقنا للخروج من هذا الوباء. اللقاحات هي أهم أداة لدينا ضد «كوفيد ـ 19». لذلك من الضروري للغاية الحصول على كلتا الجرعتين، للحصول على أقصى قدر من الحماية ضد جميع المتغيرات الحالية.
في الختام أقول، يجب الاستمرار باتباع التعليمات والإجراءات والاحترازات التي أكدت عليها وزارة الصحة للتعامل مع مختلف الأنماط الناتجة عن تحورات الفيروس وأبرزها الحرص على التطعيم ومداومة تغطية الفم والأنف والتباعد البدني وتطهير اليدين وتجنب التجمعات غير الآمنة، والله خير حافظا.
* طبيب متخصص في الإدارة الصحية