الاحترام خلق نبيل، وهو أساس النجاح في المؤسسات، والإنجاز في الشركات، وهو العنصر الجوهري للمجتمعات المتقدمة والمتحضرة. فأساس المجتمعات أو المؤسسات المحترمة هو الشخص المحترم، فمن المحترم؟
المحترم يفرض عليك احترامه، المحترم يهتم بشكله وهندامه، المحترم يحرجك بأخلاقه ومنطق كلامه، المحترم يراعي دينه ويراقب أفعاله، تجده مخلصا وملتزما بعمله ودوامه، المحترم يقف مع المظلوم والضعيف بشهامة، المحترم يضع مخافة الله أمامه، المحترم يتصف بعمل الخير دون ندامه، بل ان المحترم تجده يضحي ويتحامل على آلامه، ويصبر على أسقامه، فهو من أصحاب الكرامة، وغيرها من صفاته المحمودة التي لا يمكن حصرها في هذه المقالة.
فلنراجع أقوالنا وأفعالنا، فقد نصيب بعض صفات غير المحترمين من حيث نشعر أو لا نشعر.
فهل أنت ممن بالطابور ملتزم وخاصة في أماكن الازدحامات؟ وممن لا يرمون القاذورات، من شباك السيارات؟
وهل أنت ممن يلتزم بالمواعيد وبتوقيت الدوامات؟ وفي أغلب الأحيان محترم للأوقات؟
وهل أنت ممن يحترم جميع الشخصيات؟ سواء كان إنسانا بسيطا أو من أصحاب المقامات؟
وهل أنت ممن لا يتنصل عما أوكل إليه من مسؤوليات؟ ويقوم بعمله بإخلاص دون الإخلال بالأمانات؟
وهل أنت ممن يستقبل المراجعين بالابتسامات؟ وممن إذا أخطأ يقدم الاعتذارات؟
وهل أنت ممن لا يستغل المنصب ويراعي الحرمات؟ وممن لا يرتكب أو يتوسط لمن هو غارق بالمخالفات؟
وهل أنت ممن يسعى في الخير وقضاء الحاجات؟ ولا يساوم على مصداقيته وأمانته مهما بلغت المغريات؟
فقيم نفسك بصدق على ما سبق ذكره من المقولات.
فلنأخذ فوائد انتشار الاحترام في البيئة الإدارية والعملية مثالا. إن إظهار الاحترام للآخرين في مكان العمل يوفر على الأقل ست مزايا. الاحترام يساهم في الرضا الوظيفي، ويجعل الموظفين أكثر تفاعلا وإنتاجية. السلوكيات المحترمة أيضا ترفع الروح المعنوية.
الاحترام يزيد من المشاركة الوظيفية. الاحترام يخلق بيئة عادلة ويقضي على المحسوبية.
الاحترام يخفض التوتر ويساعد في حرية الأداء دون القلق من أن يكون الأداء موضوعا للنميمة والسخرية.
في المقابل، الإنسان غير المحترم هو من إذا حضر لا يعد وإذا غاب لا يفتقد، فهو لا يألف ولا يؤلف، أناني وحسود، لا يهمه إلا نفسه، ولو على حساب الآخرين، متطفل ويتدخل فيما لا يعنيه، فنحن قلنا إن هذا المقال فقط للمحترمين، ولكنهم لا يحترمون الإرشادات ولا القوانين، وأنت أيها القارئ الكريم، بإذن الله من المحترمين، وأسأله أن يرزقنا وإياك القلب السليم، وأن يغفر لنا إن أصبنا بعض صفات الناس غير المحترمين، والله المستعان.