أيها أهم أن أتكلم عنه في هذا المقال؟ تدوير النفايات أم تدوير المناصب والقيادات؟
في معظم دول الخليج وفي الكثير من دول العالم يتم تطبيق تدوير النفايات، ونحن بالكويت لنا في هذا المجال محاولات، لكنها خجولة ولا تستحق أن نتكلم عنها في المقالات.
في الكويت نحن متقدمون عن غيرنا بتدوير المناصب والقيادات، وعدم الثبات في السياسات، فكم من الحكومات، مرت علينا في آخر عشر سنوات، تعدت العشرات، حتى أذكر أني في أحد المؤتمرات، أوصاني وزير بالسلام على أحد الشخصيات، وحدثني ممازحا بأنه كلما حفظ اسم الوزير المختص بالخدمات الصحية وتطويرها في جميع القطاعات، تبدل هذا الوزير واضطر للتعامل مع التغيرات من حفظ الأسماء والمسميات، لمن وقع عليهم الاختيارات.
ولم يقتصر هذا الأمر على الحكومات، بل حتى أنه أصبح نهجا لكثير من الوزارات، فبين الحين والآخر نقرأ القرارات، بتدوير الوكلاء والمديرين في مختلف القطاعات، وهل بهذه التدويرات، تم الوصول إلى الطموحات، وتحقيق النجاحات، وحل المشاكل والمعوقات، التي تجعل المؤسسات تتراجع بالدرجات؟!
وحتى على مستوى الانتخابات، فكل فترة تتغير الاختيارات، أملا بإصلاح الإخفاقات، ومواجهة التحديات، ومحاسبة سراق المال العام وحل الكثير من الملفات، لكن دون جدوى وإن تغيرت الوجوه والمسميات، بل وأحيانا كلما تغيرت الشخصيات، زادت المساومات، وعقد الصفقات، والخوض بالصراعات، التي لم يستفد منها المواطن بالذات.
المشكلة الكبرى أنه رغم كثرة التغيرات، نجد الكثير من المناصب شاغرة لفترات، وفي نفس الوقت تجد شخصا واحدا يتولى الكثير من المناصب والوزارات، وغيرهم مثل «الجوكر» كل فترة تجده في إحدى المؤسسات، حتى أصبح له الكثير من المسميات، وتجدهم لا يريدون أن يغيبوا عن الساحات، وحتى لو لم يساهموا من قبل في إصلاح المسارات، متشبثين بالمناصب إلى آخر اللحظات، والمشكلة أن الاختيارات في كثير من الأحيان لا تقوم على مبدأ اختيار الكفاءات، فتنتج عن ذلك الإخفاقات، والتراجع في المؤشرات.
نتمنى تفعيل مبدأ التغيير بناء على أداء المسؤولين في المؤسسات، وماذا قدموا من إصلاحات، وفي نفس الوقت محاسبة المقصر ومكافأة المجتهد في تحسين جودة الخدمات، فعندها فقط سنلتمس التطوير وحل الكثير من الأزمات، وسنكون ممن يتصدر السباقات، على مختلف المستويات، بالثقافة والصحة والرياضة والاقتصاد والسياحة والتعليم والصناعة والتجارة وغيرها من المجالات، بشرط أن تكون المرئيات، موضوعة من أناس متخصصين في تلك المجلات، ومن يطبقها يكونون أمناء وصادقين من أجل تحقيق الإنجازات، وإنني متفائل أن هذا اليوم سيأتي عن قريب بإذن رب السماوات.