نعم رسالة إلى كل فاسد، رسالة لمن غرته الدنيا وغرق بالإفساد والإجرام، رسالة إلى من على كثير من أعماله علامة استفهام، رسالة إلى كل من امتدت يده على المال العام، رسالة إلى من تضخمت أرصدته بالأرقام، رسالة إلى من سينكشف مع الأيام، رسالة إلى من لا يلتزم لا بالقوانين ولا بالأحكام، رسالة إلى من استسهل الكسب الحرام، رسالة إلى من للباطل وأهله لهم إمام، رسالة إلى من فقد من صفوة الناس الاحترام، رسالة إلى من لا يعد حتى من عموم الناس من الكرام، رسالة إلى من هو بعيد عن تعاليم الإسلام، رسالة إلى من يعتبر من خفافيش الظلام، رسالة إلى من لمنصبه يسيء الاستخدام، رسالة إلى من هو للمصلحين في حرب وخصام، رسالة إلى من لا يرجع للحق وقد مرت عليه السنون والأعوام، رسالة إلى من يظن أنه ناجح ويطلع بين الفينة والأخرى بالإعلام، ولكنه في واقع الأمر يعاني من الانهزام، أقول:
عندما يبدأ الإنسان ببيع الغالي بالرخيص من أجل متاع زائل.
عندما يبيع الشخص مبادئه من أجل منافع دنيوية.
عندما تخون الأمانة لتحقيق مكاسب شخصية.
عندما تغتر بكثرة سالكي الفساد وتنجرف معهم.
عندما تقدم دنياك على دينك ولا تبالي إذا نقص دينك من أجل أن تسلم دنياك.
عندما تقدم الدنيا قال تعالى (بل تؤثرون الحيوة الدنيا) (الأعلى 16) على جنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
عندما تبيع دينك بعرض من الدنيا قليل وإن كثر بعينك..
عندما تترك ما عند الله قال تعالى (والآخرة خير وأبقى) (الأعلى 17) من أجل عرض من الدنيا زائل.
عندما تعتقد أنك فزت وأنت قد انتهكت القيم والمبادئ.
عندما تعمى عينك عن النظر لطريق الحق ويصمت لسانك عن قول كلمة الحق وتصم أذنك عن سماع كلمة الحق.
عندها أعلم أنه قد مكر بك.
قال ابن القيم، إذا رأيت الرجل يشتري الخسيس بالنفيس ويبيع العظيم بالنفيس فأعلم أنه سفيه.
في الختام أقول، سيبقى الفساد فسادا، حتى لو ارتكبه كل الناس، وسيظل الحق حقا ولو تنكر له الكثير من الناس، وسينكشف الفاسدون ولو بعد حين. أيها الفاسد مهما عشت فإنك ميت، وأسرق كما شئت، فمصيرك حفرة، فإن لم تتب وترجع خسرت دينك ودنياك. رب اغفر لنا ولا تجعلنا من الفاسدين والمفسدين.