العمالة الهامشية والعمالة السائبة، هي قضية مهمة والكثير أكثر الكلام عنها في السنوات الـ 15 الماضية، لكنها بقيت مهمشة، أو أريد لها أن تهمش، أي تكون مسألة ثانوية، وليست على سلم الأولوية، ولا يجعل لها اهتمام مباشر وملح، من قبل المسؤولين، فهي على الهامش في الأفعال، ولكنها في الأقوال، قد حلت من زمان، وليس لها مكان، ولا يحتاج لها إعلان، فهي محلولة في الأقوال لا في الأفعال.
قد يكون ذلك نتاج تهميش وإقصاء المصلحين، وتمكين المستفيدين من هذا الملف، أو غياب من يرفع بيرق هذا الملف ويتصدى للمفسدين، وإني متفائل بأنه آت، فأسأل الله أن يكون له معينا، في هذا الملف وغيره من الملفات التي مر عليها الكثير من السنين، ليتمكن من حلحلتها وإدخال التحسين عليها، لذلك يجب أن نعيد همش الأوراق وجمعها في هذه القضية التي يجب ألا تُجعل مسألة هامشية.
فقيل في هذه القضية إن 700 ألف عامل يواجه تهديدات جدية، بمغادرة الكويت لكون معظمهم مصنفين كعمالة هامشية. وقيل أيضا أن زيادة العمالة الهامشية تنعكس سلبا على الوضع الأمني في البلاد.
وقيل إن التكدس السكاني في بعض المناطق، وترك العمالة الهامشية في الشارع، لا يكون إلا بوجود متواطئ وتاجر إقامات.
وقيل إن العمالة الهامشية تهدد السلم الاجتماعي. وقيل إن الحكومة تعتزم الوصول إلى معالجات ملموسة لاختلالات التركيبة السكانية خلال 5 سنوات، عبر تطبيق خطة طموحة تستهدف ترحيل 70% من العمالة الوافدة، بينها الهامشية والأمية، والتي يبلغ مجموعها نحو مليون وافد.
وقيل إن العمالة الهامشية السائبة ناقوس خطر تهدد المجتمع، ويجب التصدي لها بقوة. وقيل إن ترحيل 2 مليون وافد سيضمن منظومة صحية ومرافق عامة أفضل، وانخفاض الميزانية، وانخفاض أسعار العقار والقيمة الإيجارية، واختفاء الازدحام المروري، وانخفاض تفشي الفساد والغش والجريمة، وتوفير الوظائف للكويتيين.
وقيل إن العمالة الهامشية في الكويت، مشكلة كبيرة كشفتها أزمة كورونا. وقيل إن تعديل التركيبة السكانية أفق مسدود وحلول «على ورق».
وسيقال غير ما قيل، ونتمنى ألا نقتصر على القال والقيل، ولا تتوقف هذه القضية عند هذا المقال، فكثرة الأقوال بلا أعمال، ليس جيدا لسمعة الكويت في هذا المجال، لو كان هناك هامش لهذا المقال، فلا نتمنى أن تكون العمالة الهامشية في هذا المكان.
وأختم بما قاله أبو العلاء المعري:
حسبي من الجهل علمي أن آخرتي
هي المآل وأني لا أراعيها
وأن دنياي دار لا قرار بها
وما أزال معنا في مساعيها
كذلك النفس مازالت معللة
بباطل العيش حتى قام ناعيها
يا أمة من سفاه لا حلوم لها
ما أنت إلا كضأن غاب راعيها
تدعى لخير فلا تصغى له أذنا
فما ينادي لغير الشر داعيها