الكثير يتكلم عن مسألة التغير المناخي في الجزيرة العربية، وأخطار الطقس الحار والغبار والتصحر، فهي قضايا مهمة يجب تسليط الضوء عليها.
للأسف في الأربعين السنة الماضية انتشرت الغابات الإسمنتية، وقلت الغابات النباتية والتي تسهم في تعزيز الغطاء النباتي لأهميته في حفظ التوازن البيئي.
من هذا المنطلق لماذا لا نرى في صحاري الكويت الغابات الخضراء، فأنا لست متخصصا في هذا المجال، ولكني محب للزرع والزراعة. ومنذ كنت صغيرا وأنا أعرف شجرة السدر وانتشارها.
ولكن للأسف قل الاهتمام بهذه الشجرة. من المعلوم أن الأشجار تلطف الأجواء والمناخ، وتثبت التربة، وتحيي المكان. وشجرة السدر، شجرة معمرة، سريعة النمو، وتتحمل الأجواء الحارة وقلة المياه والظروف البيئية القاسية، ولها فوائد كثيرة.
لذلك أقترح أن يكون هناك مشروع الغابات في المناطق الصحراوية، وخاصة على المناطق الحدودية، ومنها مشروع غابة المليون سدرة، على أن يكون هذا المشروع متكاملا فيحتوي على منتجع، ومركز أبحاث، ومشتل لأنواع أشجار السدر المختلفة، ومتحف علمي عن هذه الشجرة، ومنتزه وطني، ومركز للشباب المهتم بهذا المجال، ومصنع لمنتجات شجرة السدر من الثمر والأوراق والزيوت والأغصان، ومزارع لتربية النحل، وعلامة تجارية وطنية لكل المنتجات التي تنتج من هذه الغابة الوطنية، والأفكار كثيرة، بل يكفي لو يتم تبني المصنع الوطني لإنتاج عسل السدر.
تسهم غابة السدر في الحفاظ على البيئة، وفي الأمن الغذائي، وفي خلق موارد للدولة، وتوفير متنفس للعائلات، وتنشيط السياحة، وخلق فرص عمل، وتوفير بيئة بحثية، وبيئة للحياة الفطرية، ومرعى لتربية النحل، وغيرها من فوائد متعددة لشجرة السدر.
يكفي أن شجرة السدر ذكرت في مواضع متفرقة من القرآن والسُنة النبوية. أذكر موضعا واحدا في كتاب الله لما عاقب ربنا عز وجل قوم سبأ بسب كفرهم، وذلك بقلة شجر السدر فذكر ربنا سبحانه في محكم كتابه (فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل) (سورة سبأ-١٦) وقد يستدل من ذلك على أهمية شجر السدر ومكانتها لدى الناس، حيث ربنا سبحانه عاقب هؤلاء على إعراضهم بقلة أشجار السدر.
أوجه ندائي لرئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، حفظه الله، لكي يتبنى مبادرة غابة المليون سدرة، أسأل الله أن يسخر له البطانة الصالحة ويوفقه لما يحب ويرضى لما فيه خير البلاد والعباد.
٭ قبل الختام: أختم بأمر للأسف بدأ انتشاره وهو الحشيش الصناعي ولا نعلم مدى أضراره البيئية، والمستغرب من أن جهات رسمية للدولة والتي من المفروض أن تعتني بالزراعة نراها تستخدم هذا الحشيش الصناعي.
فنناشد هيئة الزراعة على الاهتمام بهذه الملفات، وتبنيها للمبادرات، التي تصب في مصلحة البيئة بالذات، ولا تكون فقط همها توزيع الحيازات، بطريقة لا تخدم زراعة النباتات، والتي تضفي على الحياة، ولتكن غابة المليون سدرة هي طريق البدايات.