لم يفت الأوان لتعديل المسار، أو بدء مسار جديد، فمسارك أنت تختاره وتحدد وجهته. اتخذ خيارات مفيدة، وضع أهدافا سامية، حتما لم يفت الأوان.
لا تدع ماضيك أو آراء الآخرين تمنعك من السعي وراء ما تريده، لا شيء فات عليه الأوان، بغض النظر عن عدد المرات وعدد الأشخاص الذين يقنعونك بأن الوقت قد فات أو أنه لا يستحق شيئا، لم يفت الأوان أبدا.
لم يفت الأوان للتخلي عما تفعله والبدء في فعل ما تدرك أنك تحبه، ولم يفت الأوان بعد لتصحيح الأمور، بغضّ النظر عن المسافة التي قطعتها في الطريق الخطأ، لايزال بإمكانك الالتفاف.
لم يفت الأوان بعد لتغيير الاتجاه، إذا كان الطريق الذي تسلكه يقودك إلى لا مكان، فتوقف واختر طريقا آخر، فأنت قبطان سفينتك، لذا وجه نفسك في اتجاه أحلامك، وافعل كل تلك الأشياء التي تتوق إلى القيام بها بشرط أن تكون في مرضاة ربك.
أنت من تشكل حياتك بالطريقة التي تريدها. حان الوقت للبدء في اتخاذ خيارات أفضل وتغيير حياتك للأحسن.
لم يفت الأوان للتعلم، فالماضي لا يتغير بأي حال، والمستقبل هو الشيء الوحيد الذي يمكننا تغييره، ولكن دروس الماضي هي الطريق لتشكيل الحاضر والمستقبل.
من المعلوم أن تفكير الإنسان ينشغل في ثلاث مراحل وقتية، إما فيما مضى أو فيما هو حاضر أو ما سوف يحدث بالمستقبل، أما ما مضى فيجب عدم الانشغال به أو الحزن عليه، بل جعله دافعا للعمل والسعي إلى طريق المستقبل، لأن الانشغال بما مضى يولد الهم والقلق ويؤثر على الوقت الحاضر فيثبط الإنتاج والعزيمة لذلك كان النبي ﷺ يستعيذ من الهم والحزن وعادة يكون الحزن على ما مضى. وكما هو معلوم أن ما مضى لا يمكن رده ولا استدراكه وما يترتب عليه من هم وحزن لا يثمر عن نتيجة.
لم يفت الأوان، لتعلم مهارة، أو البدء بالدراسة، أو ممارسة هواية، أو إنشاء مشروع بالتجارة، أو تكوين صداقة، أو التطوع في مؤسسة خدمية والعمل فيها بالإدارة، أو بالتأليف والكتابة، وإثراء الثقافة، أو بممارسة الرياضة.
لم يفت الأوان، لحفظ القرآن، ونفع البشر في كل مكان، وتصحيح أخطاء الماضي ولو مر عليها حين من الزمان، ورد الديون وأداء الحقوق للإنسان، وجبر تقصيرك والعمل بإتقان، والاعتذار لمن أخطأت بحقه قبل فوات الأوان.
إنها حياتك، اجعلها رائعة ومثمرة في طاعة الله، فلم يفت الأوان بعد لبداية جديدة في حياتك لما هو أفضل، واعرف أنك ستعيش في هذه الدنيا مرة واحدة.
وقد قيل إن السعادة تسكن القلب إذا توافرت فيه ثلاثة أمور: عدم الحزن على ما فات، وعدم القلق على ما هو آت، والرضى بما قسم رب السموات.