مبدأ أساسي لفلسفة الإدارة الرشيقة والذي تبنته شركة تويوتا، وبدأ ينتشر في القطاع الصحي هو تحديد مواطن الهدر وإزالتها، أو الأنشطة التي تزيد التكلفة وتضيع الوقت والجهد وتزيد من فرص الخطأ بدون قيمة مضافة.
على الرغم من وجود العديد من مصادر الهدر في الروتين اليومي، إلا أن هناك قلة في الوعي بهذا الهدر وذلك يمنع اتخاذ أي إجراء لتصحيحه. لذلك، يجب أن يدرك العاملون في مؤسسات الرعاية الصحية أن الهدر في مؤسساتهم تجعلهم يعملون تحت الضغوط.
عرف أحد العلماء المشهورين في هذا المجال الهدر على أنه «أي نشاط بشري يمتص الموارد، ولكنه لا يخلق أي قيمة»، من الأمثلة على الهدر في مراكز الرعاية الصحية الخطوات الزائدة عن الحاجة والموافقات غير الضرورية، والتي تعتبر تكرارا للعمل الذي يؤثر على المرضى والموظفين والمنظمة ككل.
هناك ثمانية أنواع من الهدر في المؤسسات الصحية مع استثناء الفساد والسرقات: الأخطاء والعيوب في الإنتاج، الإفراط في الإنتاج، الحركة، النقل، الانتظار، المخزون، الإفراط في المعالجة، وقلة استخدام مهارات العمال. بعض الأمثلة على الهدر داخل المنظمات الصحية البحث عن الأشخاص والمخططات والإمدادات والأعمال الورقية والمعلومات، أخطاء الدواء، مخزون غير مستخدم أو منتهي الصلاحية، جمع المعلومات الزائدة عن الحاجة، معلومات مفقودة أو غير دقيقة، انتظار المواعيد وسجلات المريض والمعلومات ونتائج الاختبارات والموافقات، الحركة المفرطة للأشخاص والمواد.
تهدف فلسفة الإدارة الرشيقة إلى خلق ثقافة التغيير، حيث يتم تشجيع جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية على تحديد العيوب في النظام ومصادر الهدر من أجل تحسين كفاءة وجودة الخدمات. من الضروري أن يشارك العاملون في الرعاية الصحية في عمليات التخلص من الهدر وتحسين جودة الخدمات منذ البداية، بدءا من تحديد المشكلة وتحليل السبب الجذري واقتراح الحلول والإجراءات التصحيحية. يمكن العثور على الهدر في أي مكان داخل المنظمة.
في بحث حول كيفية قضاء عشرة مستشفيات لوقتها من خلال إجراء دراسة الحركة والوقت، وجدت الدراسة ان الأطباء يقضون 69% من وقتهم في رعاية المرضى غير المباشرة، و18% فقط في رعاية المرضى المباشرة، والباقي على الأنشطة الشخصية، والسفر، والتطوير المهني، والتعليم. بالإضافة إلى ذلك، قضت المستشفيات معظم وقتها على أنشطة لا تضيف القيمة للمريض، كان الوقت المباشر لرعاية المرضى صغيرا نسبيا مقارنة بالوقت الذي يقضيه في أنشطة رعاية المرضى غير المباشرة. نظرا لأن الوقت الذي يتم قضاؤه في الاتصال مهم، فإن تطوير نظام يحافظ على طريقة اتصال فعالة أمر لابد منه. إن التأخير في إبلاغ نتائج المختبر، والتواصل غير الفعال بين المريض والطبيب والأنظمة المجزأة بطبيعتها كلها عوامل محتملة تسهم في التأخير والأخطاء الطبية وسوء جودة الخدمات. يجب أن يلتفت لهذا الملف. وللحديث بقية.