الكلام في هذا المقال خلاصة تقرير صادر من منظور ثلاث مؤسسات عالمية معنية بالصحة، وهي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، البنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية. يقترح هذا التقرير خارطة طريق للمضي قدما لصانعي السياسة الصحية الذين يسعون إلى تحقيق هدف إتاحة خدمات صحية عالية الجودة للجميع. من أجل ذلك، هناك حاجة ملحة إلى اتخاذ إجراءات رفيعة المستوى من كل دائرة من الدوائر الرئيسية التي تحتاج إلى العمل جنبا إلى جنب للتمكن من تحقيق أهداف التنمية المستدامة لتحقيق رعاية صحية أفضل وأكثر أمانا.
وبالتالي، يتعين على جميع الحكومات ما يلي: أن تكون لديها سياسة واستراتيجية وطنية للجودة، إثبات مسؤوليتها عن تقديم خدمة آمنة عالية الجودة، التأكد من أن الإصلاحات المتبناة بهدف التغطية الصحية الشاملة، تدمج الجودة ضمن أساس أنظمة الرعاية الخاصة بها، ضمان أن النظم الصحية لديها بنية تحتية للمعلومات وتكنولوجيا معلومات قادرة على قياس جودة الرعاية والإبلاغ عنها، سد الفجوة بين الأداء الفعلي في الجودة والأداء القابل للتحقيق، تعزيز الشراكات بين مقدمي الخدمات الصحية ومستخدمي الخدمات الصحية مما يحث على الجودة في الرعاية، تأهيل قوى عاملة صحية ذات قدرة على تلبية متطلبات واحتياجات السكان ودعمها للحصول على رعاية صحية عالية الجودة، عمليات الشراء والتمويل والعمولات تكون على أساس مبدأ القيمة، تمويل البحوث الخاصة بتحسين جودة التمويل.
ويجب على جميع الأنظمة الصحية: تنفيذ التدخلات القائمة على الأدلة التي تظهر التحسن في الأداء، وضع معيار مرجعي للمقارنة بالأنظمة المماثلة التي تحقق أفضل أداء، ضمان تمكين جميع المصابين بالأمراض المزمنة من تقليل تأثير تلك الأمراض على نوعية حياتهم، تعزيز نظم الثقافة والممارسات التي من شأنها تقليل الضرر للمرضى، بناء القدرة على الوقاية من التهديدات التي تواجه الأمن الصحي، وكشفها، والاستجابة لها من خلال تركيز الاهتمام على الجودة، وضع البنية التحتية للتعلم، تقديم المساعدة الفنية وإدارة المعرفة الهادفة إلى التحسين في الجودة.
ويجب على جميع المواطنين والمرضى: تمكينهم من المشاركة النشطة في الرعاية لتحسين وضعهم الصحي. لعب دور قيادي في تصميم نماذج جديدة للرعاية لتلبية احتياجات المجتمع المحلي، إبلاغهم أن من حقهم الحصول على الرعاية التي تلبي معايير الجودة الحديثة القابلة للتحقيق، تلقي الدعم والمعلومات والمهارات اللازمة للتعامل مع حالاتهم المزمنة.
ويجب على جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية: المشاركة مع مرضاهم في قياس الجودة وتحسينها، تبني فلسفة ممارسة العمل الجماعي، رؤية المرضى كشركاء في تقديم الرعاية، الالتزام بتوفير البيانات واستخدامها لإثبات فعالية الرعاية وسلامتها.
وفي حين لن يتمكن أي طرف بمفرده من إجراء كل هذه التغييرات، فإن اتباع نهج متكامل هو الهدف المنشود حيث تعمل بشكل تكاملي جميع الجهات الفاعلة المختلفة.