أظهرت جائحة «كورونا» التي لفت العالم بأسره من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه المعدن الحقيقي للشباب الكويتي في تحمله المسؤولية التي تلقفها عن سابق رضا وتصميم، وأخذ بزمام المبادرة لخدمة مجتمعه.
وكان للهيئة العامة للشباب الدور الأكبر في مساندة ودعم الشباب المبادرين لتحقيق هذه الرغبة أو الغاية بإثبات أنفسهم في خضم تجربة جائحة شملت العالم وعملت على تشكيل أوضاع جديدة عاشتها المجتمعات الدولية على اختلاف مستوياتها، ومن ضمنها المجتمع الكويتي بطبيعة الحال، فمن خلال أزمة «كورونا» كان للشباب كما أسلفنا دور مهم جدا في التعاون بين مختلف مؤسسات الدولة للوصول إلى انحسار الوباء وتعزيز المناعة المجتمعية.
وفي هذا السياق، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد ساهمت الهيئة العامة للشباب بتسليم مركز شباب منطقة جليب الشيوخ لوزارة الصحة في ذروة الجائحة ليكون مركزا للتطعيم بهدف تقديم خدمة مهمة للمجتمع بشكل كبير، وسخرت الهيئة على الصعيد ذاته كل إمكاناتها وطاقاتها ومرافقها لصالح وزارة الصحة، ووفرت مدرجات الانتظار الواسعة للتسهيل على العمالة الذين تم تحديد مواعيد مسبقة لهم لتلقي اللقاح بما يسهم بتنفيذ العمل بكل سهولة وانسيابية.
كما قامت الهيئة العامة للشباب بإنجاز منصة «وادي الشباب» للعلوم والتكنولوجيا في مركز شباب القصور لإيجاد فرص التعليم والتدريب في العديد من مجالات الهيئة ولتحقق أحد أهدافها واهتماماتها وهو الذكاء الاصطناعي والفلك، ومختبر «البريتوكس»، والالكترونيات، والفضاء، وكذلك برامج البحث العلمي وغيرها من الأنشطة بالتعاون مع العديد من وزارات ومؤسسات الدولة مثل وزارة الصحة وجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي وجمعية المخترعين الكويتية.
كل تلك المساهمات أوالإنجازات للهيئة أثبت خلالها الشباب الكويتي قدرات عالية وأنه يتمتع بقدر عال من المسؤولية ويمكن الاعتماد عليه في جميع الظروف والحالات الطارئة، ويأتي هنا دور الهيئة العامة للشباب في مساندة ودعم وإظهار دور شباب الكويت من خلال المساهمات والإنجازات الفاعلة لتأكيد هذا الدور في المجتمع.
بوركت جهود هذه الهيئة وجهود الشباب المخلصين من ورائها الساعين دوما لتقديم كل ما فيه مصلحة هذا الوطن.. والله الموفق.
[email protected]