القرار الذي أصدره نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ حمد جابر العلي بشأن فتح باب التسجيل للمواطنات للالتحاق بشرف الخدمة العسكرية كضباط اختصاص وضباط صف وأفراد، وذلك في مجال الخدمات الطبية والخدمات العسكرية المساندة، قد يبدو قرارا غير مستساغ للبعض، لكنه في الحقيقة قرار كان واجبا اتخاذه قبل سنوات عديدة.
يمكننا أن نكون أكثر تحديدا بالقول إنه كما تولت المواطنة المسؤولية من خلال التحاقها بوزارة الداخلية فأصبحت تشارك أخاها الرجل في العمل كضابط وعسكري وفي مختلف الرتب، فإنه ذلك لا يختلف عن التحاقها بالسلك العسكري في الجيش، فالمرأة الكويتية أثبتت نفسها وكفاءتها الكبيرة وقدرتها على أن تقوم بأي مهمة مهما كانت، فما الذي يمنع قيام المرأة الكويتية بهذا الواجب ونيلها شرف الخدمة في هذا الحقل؟!
وقد آن الأوان لأن نعطي المواطنة الفرصة لدخول السلك العسكري في الجيش الكويتي، جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل، فحماية الوطن يجب أن يتشارك فيها الجميع مواطنين ومواطنات، وإذا أردنا أن نساعد المرأة على استكمال دورها في المجتمع فإنه لابد لنا من دعمها ومساندتها في أي حقل يختاره الوطن لكي تقوم به أخت الرجال فعلا وقولا، فالقرار على الرغم من مجيئه متأخرا إلا أنه جاء في وقت البلاد في أمس الحاجة إليه لسد النواقص في هذا السلك، فبدلا من أن تتم الاستعانة بكوادر من خارج الجنسية الكويتية، فهن على الأقل سيخدمن بلدهن بكل أمانة.
ومن جانب آخر، فإن المهام التي ستتولاها المواطنة الكويتية في هذا الصدد من القرار ستكون مهام في معظمها مساندة، وستتولى مناصب ضباط اختصاص وضباط صف وأفراد، في مجال الخدمات الطبية والخدمات العسكرية المساندة الأخرى.
وبعيدا عن ذلك كله.. نقول إن هناك مهام تستوجب وجود مواطنة تقوم بها بعيدا عن أي حرج، ومن ناحية أخرى نقول إن المرحلة الحالية من عمر المنطقة تجعل من الضرورة بمكان قيام كل عناصر المجتمع بخدمة وطنه من أي موقع وأيا كان رجلا أو امرأة، وذلك بالنظر إلى أننا كشعب قليل العدد مقارنة بالدول الأخرى في منطقة الشرق الأوسط لا يتوجب فتح باب التحاق المواطنات للانضمام للجيش الكويتي، فمستقبل القادم من الأيام لا يمكن التنبؤ به فيما قد يحصل في المنطقة.
وبمعنى أدق أننا كل يوم نرى أحداثا وتغيرات في المنطقة نفاجأ بها، والتسارع في الأحداث لا يعطي المجال لتدارك الموقف في تلك الأحداث، وما نود قوله هنا هو أننا يجب أن نتسلح وندعم كل ما يمكن أن نقوم به لدعم الوطن وحماية مقدراته.
حفظ الله الكويت وحماها من كل مكروه، والله الموفق.
[email protected]