إن مبادرة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، والتي حملت في طياتها الكثير من المعاني الإنسانية والاجتماعية وغيرها، ومن ضمن ما حملته تلك المبادرة السامية هو المحاولة الجادة لنقل الوعي إلى المشهد المحلي في البلاد، ومن ضمن ذلك نقل وعي المجتمع الذي توصل إليه النائب الفاضل د.عبيد الوسمي، والذي تمثل في قيادته لمعركة كبيرة لنقل وعي المجتمع من مرحلة معينة الى مرحلة أخرى تزخر في التفكير وكيفية التعاطي مع القضايا السياسية الداخلية.
إن هذه الخطوة أو النقلة النوعية في مسار الحركة الديبلوماسية، تعتبر خطوة لاشك أنه ستكون لها تأثيرات إيجابية لا حصر لها، أقله على صعيد تخفيف اللهجة الشديدة في التعاطي التي سادت في الفترات الماضية، ولعلها أيضا تؤسس لمرحلة أو فترة جديدة من التعاطي البناء في المجلس وانعكاسه على المشهد المحلي وبما يحقق مصلحة الناخب أو المواطن بشكل عام.. وبحيث أسس النائب الفاضل لمرحلة جديدة قادمة عنوانها التسامح والعمل الجاد لخدمة الصالح العام.
ومن ناحية أخرى، نقول إن هذه الخطوة كانت لها تحركات سابقة تمثلت في المساهمة وبدرجة كبيرة في خروج المبادرة السامية لصاحب السمو الأمير، حيث أصبح العنوان المهم هو لم الشمل الكويتي لمن هم خارج الكويت، وبالتالي فهي مرحلة تاريخية من عمر الدولة، وأيضا على صعيد المسار البرلماني، ولعل أولى ثمار التطورات الأخيرة في الدولة هو إيعاز صاحب السمو الأمير لسمو ولي العهد بتشكيل لجنة وتكون برعاية النائب الفاضل د.عبيد الوسمي لتشكيل لجنة برئاسته.
وإضافة إلى كل ذلك، فإنه لابد لنا من أن نذكر جهودا أخرى تمثلت في إنجاح التطورات الأخيرة وهي جهود رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم المميزة، وخصوصا عندما أشار في كلمته أثناء افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي السادس عشر، والذي تضمن كلمات سامية وراقية بكل ما تعنيه الكلمة كان لها وقع السحر في التقريب بين وجهات النظر في المجلس وساهم في رأب اللحمة الوطنية بشكل كبير.
وفي تقديرنا فإن كل تلك المعطيات التي أشرنا إليها في معرض مقالنا هذا ستكون لها قيمة حقيقية وكبيرة، وستشكل نقلة نوعية رائعة لطريقة تعاطي الجميع (الناخب والمواطن والمسؤول) في هذا الوطن، ومبادرة خير لعلها تصب في مصلحة الوطن والمواطن في المرحلة المقبلة بإذن الله.
والله الموفق.
[email protected]