تظل الكويت «أم الخير»، رغم أنف الجاحدين والمنكرين لكل ما قامت به إزاء جميع المقيمين على أرضها الطيبة من دون استثناء، بصورة قانونية أو غير قانونية، كما تفعل الكثير من المجتمعات والدول في العالم.
ولعلنا هنا نذكر بما جرى مؤخرا، وخلال فترة ليست بالبعيدة عنا، على الحدود الأوكرانية - الپولندية من معاناة المهاجرين في تلك البؤرة وموت بعضهم كبارا وصغارا، وبات المسؤولون في تلك الدول يتقاذفون المسؤولية عما حدث دون تقديم العون بغض النظر عن حالتهم الإنسانية، فلينظر أولئك الجاحدون الى ما يجري حولهم في العالم ويقارنوه بما قدمته ومازالت تقدمه «أم الخير» من اهتمام ودعم لشريحة تقيم بصورة قانونية على الرغم من أن الدولة غير ملزمة بكل تلك المساهمات والدعوم.
ونذكر هنا أيضا بمساهمات مهمة أنشئت لتقديم الدعم والمساندة لتلك الشريحة ومازالت تقدمها من خلال قرار مجلس الوزراء رقم 655 الصادر بتاريخ 7/9/2003، والقاضي بإنشاء صندوقين خيريين أحدهما للتعليم والآخر للصحة، وحددت مواردهما مما يخصص سنويا من ريع الأوقاف، وبيت الزكاة التابع للدولة.
وبعيدا عن أي منة أو مباهاة، نذكر هنا بوجود بيان من الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية حول ان عدد الدارسين على نفقة الكويت من فئة المقيمين بصورة غير قانونية بلغ 33700 طالب وطالبة في العام الدراسي 2020/2021، منهم 20373 طالبا في مدارس التعليم الحكومي و13327 في مدارس التعليم الخاص ويتم سداد نفقاتهم من خلال الصندوق الخيري.
من ناحية أخرى، فإن ما قام به الجهاز المركز لمعالجة المقيمين بصورة غير قانونية من جهود هائلة ومميزة على صعيد الجانب الاجتماعي والإنساني، ونؤكد أن الدولة غير ملزمة القيام بهذا الدور لشريحة لم تعمل على الإفصاح عن وضعها بالشكل المرجو، لكن على الرغم من ذلك لم تدع هذا الأمر وقدمت الكثير من الدعم والاهتمام، حتى لا يقال إن الدولة لا تنظر إلى شريحة متواجدة على أرضها ويحدث لها ما يحدث، فليس للدولة ذنب فيما يجري لهم، لكن لأنها بلد الإنسانية و«أم الخير» قامت بجهود جبارة على الصعيد الإنساني والاجتماعي وقدمت لتـــلك الفئة ما لم يقدمه لهم أحد.
ولعلنا نذكر أيضا أن الدولة لطالما تحملت في السابق والحاضر من تهجمات وانتقادات لها بغير وجه حق ظلما وعدوانا وتجنيا جراء فئة تقيم على أرضها، ويكفينا هنا أن وجود جهاز مثل الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية لرعاية تلك الفئة، ومن خلال جهود مسؤوليها وعلى رأسهم رئيس الجهاز صالح الفضالة، الذي قدم الكثير من الإنجازات والدعم لهذا الجهاز، والذي ناله الكثير من الأذى جراء جهوده وبصماته الكبيرة في هذا الصدد، والله الموفق.
[email protected]