لعل أهم ما يميز المرحلة الحالية من عمر البلاد في هذه الأيام وفي ظل تشكيل الحكومة الجديدة والتي يتصدى لها سمو الشيخ صباح الخالد، أنها تموج بالكثير من الأحداث المحلية والأحداث المحيطة بمنطقتنا العربية والعالم، فعلى صعيد الأحداث المحلية فإن المطلوب من الحكومة الجديدة الاستمرار في نفس النهج السابق وعلى رأسه مواجهة الفساد وتحويل الفاسدين والذين يعيثون فسادا في البلاد ومفاصلها، وتحويلهم للنيابة وإلى أعلى السلطات القضائية، وذلك من واقع ما يتم اكتشافه بصفة شبه يومية من أمور وقضايا فساد وعلى مدار الساعة، وذلك بالنظر لخطورة وجود الفساد في أي مجتمع فهو كفيل بتدميره عن بكرة أبيه.
وبالتالي فإن هذا الطلب هو أمر له أهمية كبيرة، وأيضا هناك العديد من القضايا الأخرى مثل الإسكان، تلك القضية الأزلية التي لازالت تراوح مكانها من حيث انتظار المواطن الكويتي لسنوات طويلة حتى يحصل على بيت العمر ولا يصل لهذا الوقت إلا وهو قد اقترب من التقاعد، وهنا المطلوب شخصية خبيرة لإيجاد الحل لهذه القضية الإسكانية، كما أن هناك قضية التنمية التي وإن كانت شبه متوقفة فيما عدا مشاريع المرور والأشغال، فهي تتطلب وجود شخصية وزير يحيي هذه القضية بأفضل وجه، وذلك من واقع أن الرؤية المستقبلية التي حددتها الدولة تتطلب إحياء مشاريع التنمية التي تتطلبها تلك المرحلة التي اقتربت بشكل كبير.
ولعلنا هنا نجمع ومعنا جميع المواطنين في هذا البلد على أن من يقع عليهم الاختيار لتمثيل الحكومة عبر وزرائها، يتطلب أن يكونوا على قدر كبير من القدرات والكفاءة التي تتطلبها الدولة ومؤسساتها، وابتداع الحلول المنطقية والواقعية التي لا تكلف الدولة وترهقها خصوصا في ظل الأزمة المالية العالمية، وعدم ثبات موارد البلاد من النفط.
وأما على صعيد الأحداث المحيطة بمنطقتنا العربية فنجد أن الأوضاع المتوترة بين إيران ودول الغرب على مسار الاتفاق النووي الذي يجب إرساؤه في أقرب وقت، وذلك قبل أن تتمكن إيران من امتلاك السلاح النووي!
هذا إن لم تكن امتلكته بالفعل، بالإضافة إلى العديد من الأحداث الأخرى، وفي منطقة الشرق الأوسط فإن العلاقة مع المحيط يجب أن تكون على مستوى الواقع، فعلى صعيد العلاقات الخليجية تتطلب الأمور تعزيز هذه العلاقات ونقلها إلى أفضل المواقع.
ومن ناحية أخرى نقول بأنه وفيما يلي تشكيل الحكومة فإن هناك أمرا مهما يبرز.. وهو ضرورة تعاون السلطة التشريعية مع الحكومة ووزرائها للسعي لما فيه مصلحة الوطن والمواطن، ليحقق تشكيل الحكومة الغرض المنشود منها.. والله الموفق.
[email protected]