يوما بعد يوم تتفاقم الملفات الحساسة والمصيرية والتي تمس مصالح المواطنين في هذا الوطن، تلك القضايا التي تتهدد مصير البلاد والعباد، وتضع مستقبلها على المحك أمام الكيانات الدولية ويهدد أيضا بهبوط والتأثير على الوضع المحلي برمته!
ولعلنا لا نخفي أمرا عندما نقول إن الحالات وقضايا الفساد التي يتم اكتشافها بين فترة وأخرى، أصبحت أمرا عاديا بالنسبة للمتابعين لأحوال البلد، الأمر الذي يفرض على الدولة القيام بجهود مغايرة وتحقيقات مختلفة عما تقوم بها حاليا، وذلك بالنظر إلى أن المفسدين في هذا البلد أدركوا كثيرا من مكامن وثغرات في القوانين يمكنهم أن ينفذوا عبرها ويقوموا بأعمال الفساد والرشوة والتنفع بغير وجه حق، وهو أمر بالغ الخطورة، بل يشكل خطورة حقيقية على الدولة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، نقول إنه بدءا من الفساد الحاصل في الجنسية التي استولى عليها بغير وجه حق بعض ضعاف النفوس وآخرها ما تم الكشف عنه مؤخرا، وهو أمر خطير بحد ذاته بحيث يصل الفساد إلى هذه المرحلة المتطورة، وهناك الفساد في وزارات الدولة ومن ضمنها الصحة والتعليم والشهادات المزورة، وغسيل الأموال والذي سبق أن أوردنا الحديث عنه في العديد من مقالاتنا السابقة، وملفات المحسوبية والواسطة والتمييز بين مواطني الوطن الواحد، وغيرها الكثير من ملفات الفساد التي تتطلب فتحها على مصراعيها درءا للخطر الوارد منها.
وهنا نناشد الحكومة فتح الملفات التي تؤثر سلبا على أدائها، وينسحب هذا الأداء السيئ سلبا على المواطن بطبيعة الحال، حيث إن المواطن هو المعني بالدرجة الأولى في سياسة الحكومة وإدارتها للملفات.
فتارة نسمع عن هروب العديد من الدكاترة المزورين في وزارة الصحة، الأمر الذي ينذر بالأوضاع الخطرة بالنسبة لمن قام هؤلاء الدكاترة بتشخيص حالاتهم المرضية حين المراجعة! وتارة أخرى نسمع عن الشهادات الوهمية وعن حائزي تلك الشهادات الذين يتولون مناصب حساسة ومهمة جدا تؤثر أيضا بطبيعة الحال على المصالح والخدمات المقدمة للمواطنين، حيث ستكون القرارات المتخذة غير مناسبة وغير مدروسة نظرا لأن متخذيها لا يتمتعون بالقدرة والكفاءة اللازمة، وهذا الأمر بطبيعة الحال سيؤثر سلبا على المواطن، وتارة أيضا نسمع عن مسألة الإيداعات! وأيضا عن قضايا المجنسين! وقضايا ضيافة الداخلية! وغيرها الكثير من القضايا وسرقات وتعديات على المال العام!
وبناء على ما تقدم، فإننا هنا نتوجه لسمو رئيس مجلس الوزراء ونناشده بكل حرص فتح كل ملفات الفساد على مصراعيها، وكما عودنا سموه في قضايا فساد سابقة والتي تم كشفها وبكل كفاءة، ودون أن تأخذه رحمة بكل من أضل السبيل من ضعاف النفوس ومهما علا شأنهم، حتى لا نجد أنفسها أمام موقف نحسد عليه، فأمن الوطن خط أحمر.. والله الموفق.
[email protected]