[email protected]
القمة العربية الحالية، والتي تحمل الرقم 32 والتي تعقد في جدة اليوم، يمكننا أن نطلق عليها «قمة القمم»، وذلك بالنظر لانعقادها بعد العديد من الأحداث المهمة على صعيد منطقة الشرق الأوسط، فهي قمة عودة جميع الدول العربية ذات العضوية في الجامعة العربية واكتمال الحضور كاملا وبمشاركة سورية.
وتأتي القمة أيضا بعد حدث غاية في الأهمية على صعيد منطقة الخليج العربي على وجه التحديد، وهو الاتفاق السعودي - الإيراني، وأجواء تهدئة في المنطقة غير مسبوقة، نسأل الله تعالى أن تكون بوادر خير وبشارة وأمن وأمان للمنطقة ككل.
كما لا نغفل أحداث السودان الطارئة وجهود المملكة العربية السعودية مستضيفة القمة، وفي ظل أحداث في المنطقة تتطلب وجوب عقد القمة للوقوف على كل ما من شأنه تحقيق مصلحة تلك الدول، والطموحات بنجاح القمة العربية عالية، وتستطيع حل العديد من القضايا المهمة على مستوى منطقة الشرق الأوسط، ولعل أهم هذه الملفات إرساء السلام والهدوء في السودان، وتثبيت الوضع في سورية عبر عودتها للحضن العربي وعضوية الجامعة العربية بعد تعليق عضويتها لفترة امتدت إلى نحو 12 عاما.
وعلى أي حال فإن الأوضاع السياسية في المنطقة تفرض عقد اجتماعات وتشاورات ولقاءات لصالح المنطقة بشكل عام، وفي هذا الصدد نثمن تصريحات الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، بقوله إن عودة سورية لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية بعد فترة من الانقطاع تشكل البداية للحركة وليست نهاية المطاف، وسيعقب تلك القمة اجتماعات وتشاورات للوقوف على مرحلة ما بعد القمة، والتي نتمنى أن تصب في صالح سورية والدول العربية مشتركة.
ومن المهم أن نشير إلى أن بنود أعمال القمة ستكون غنية بأهم القضايا المصيرية كما أسلفنا، ومنها الموضوع الاقتصادي الذي يتناول كيفية مساعدة الأقاليم العربية المحتاجة، وبطبيعة الحال لا ننسى بالإضافة لكل البنود الطارئة تأتي القضية الفلسطينية على رأس الأولويات في البحث والمشاورات بين الدول الأعضاء، وهي في صدارة القضايا المطروحة على أجندة القمة، باعتبارها القضية المركزية الأولى للدول العربية كافة.
نسأل الله عز وجل أن يسدد خطى القادة العرب لتحقيق المصلحة العامة لشعوبهم من خلال تلك القمة، التي نتمنى أن تعود بالمزيد من الرخاء والأمن والأمان على شعوب المنطقة. والله الموفق.