تتمثل قوة الكويت في مؤسساتها وحراك هذه المؤسسات المستمر، لا أتحدث عن تقييم هذا الحراك ولكنني أتحدث عن ضرورة استمرار هذا التحرك الذي يؤثر بشكل كامل على حياتنا العامة.
بجانب المؤسسات التي يعرفها الجميع، هناك مؤسسات المجتمع المدني أو كما وصفت من قبل الكثيرين بأنها النقطة المضيئة للكويت. ولذلك دائما ما نجد هذه المؤسسات حاضرة وبقوة في المناقشات المهمة سواء في لجان مجلس الأمة تدلي بدلوها أو يستعان بها من قبل جهات تنفيذية أو يطالبها البعض بتأدية دورها بالشكل الذي كفله الدستور لتكون داعما للوصول لحل أمثل لمشاكلنا الحياتية.
وفي الفترة الأخيرة وبسبب ضغوط السوشيال ميديا وعزوف المسؤولين عن التصريحات أو بالأحرى التحركات نحو الخروج على المألوف، فقدت نقاط الكويت المضيئة رونقها وتم إبعادها تدريجيا عن المشهد لتتحول جمعيات النفع العام وبسبب هذا التجاهل غير المقصود إلى جهات تحارب لإقناع التنفيذيين بحلولها المبنية على منهجية وبشكل علمي.
إن الوقت الحالي هو الأمثل لعودة الكويت لسابق عهدها والاستعانة من جديد بمؤسسات المجتمع المدني في كافة التخصصات ودعوتها بشكل صريح للمشاركة وبشكل علمي في تطبيق تجاربها ونظرياتها وأبحاثها على الواقع، ومن ثم التغلب على المشاكل التي طفت بشكل كبير على السطح في الآونة الأخيرة بشكل يختلف عن الآلية التي تسير بها الوزارات لحل مشاكل المواطنين.
كلمة حق أكررها ومن خلال موقعي كأحد منتسبي المجتمع المدني «استعينوا بجمعيات النفع العام»، فهي مؤسسات وطنية غير مسيسة تمتلك عقولا تعشق الكويت قادرة من خلال إشراكها على انتشال البلد من مخاطره ومشاكله وفي مقدمتها قضايا التعليم والصحة والإسكان وغيرها من المخاطر التي باتت تهدد وضع البلاد.