سمعنا في الأعوام الماضية عن جيل لا يقرأ، جيل هجر القراءة وأسر نفسه لوسائل التواصل الاجتماعي التي سرقت وقته وشغلت تفكيره. وقد سلط عدد من التربويين الضوء على هذه الظاهرة، مستعينين بعدد من الإعلاميين لترسيخ فكرة أهمية القراءة في حياتنا.
وتشتد الكارثة: وتشتد الكارثة ما بعد جائحة كورونا وبتنا نخشى جيلا لا يكتب مستقبلا، أي بمعنى أننا قد نصل إلى مرحلة نجد فيها جيلا لا يستطيع أن يكتب كتابة صحيحة خالية من الأخطاء الإملائية.
إذا تساءلنا ما السبب؟ نقول: لعلها عواقب كورونا التي أجبرت العالم على المكوث في المنزل وأجبرت وزارة التربية على التعلم عن بعد، حفاظا على أرواح البشر.
وأصبح الطالب متعايشا مع الوضع الجديد، يزاول تعليمه خلف الشاشة، ويسلم واجبه خلف الشاشة، ويختبر اختباره خلف الشاشة كذلك.
المرحلة الابتدائية: وبعد أن استقرت الأوضاع الصحية وعادت الحياة الى طبيعتها وبعد أن عدنا الى المدارس عبر جميع المراحل، وجدنا الكارثة الحقيقية في المرحلة الابتدائية، حيث وصل التلميذ إلى الصف الثالث الابتدائي وهو يجهل القراءة والكتابة، وتتفاقم المشكلة بأنه يجهل كتابة حتى اسمه.
وهنا لا بد لنا من وقفة حقيقية مع النفس ومع الضمير ونسأل أنفسنا سؤالا واقعيا: إذا مضينا في مشوار التعليم دون الالتفات الى عيوب الأمس فماذا سيكون مصير الأجيال القادمة؟
حتما سيظهر جيل عاجز عن الكتابة وستصبح الكتابة العربية غريبة في دارها وسيهجر الأبناء اللغة العربية، لأنها غامضة صعبة غير مرنة في نظرهم.
الإسعاف الحقيقي: إننا بحاجة إلى إسعاف حقيقي للغتنا ولأبنائنا الذين لا يدركون أهمية اللغة العربية في حياتنا، فهي لغة القرآن، وهى ديننا وهى عرضنا وشرفنا وكرامتنا وهى الثقافة التي نفخر بها وهي تاريخنا وهى تراثنا الأصيل.
لا بد من تأسيس العربية من جديد لمن وصل إلى الصف الثالث الابتدائي والذي عاش مع لغته خلف الشاشة ولم يمسك قلما ولم يتعلم فنون الكتابة العربية على أصولها عبر جائحة كورونا.